غدا الجولة الثانية من المعركة الإنتخابية ذات الجولات الثلاث. صناديق الإقتراع في عشر دول عربية وصلت إلى لبنان، وستبقى مقفلة في مصرف لبنان لتفرز مع بقية أصوات اللبنانيين في الخامس عشر من الجاري. أما الصناديق في سبع وأربعين 47 دولة إفريقية وأميركية وأوروبية إضافة إلى صناديق الإمارات العربية المتحدة فستفتح تباعا بدءا من منتصف هذه الليلة، لترسم معادلة سياسية جديدة. حتى الآن الأجواء الإنتخابية جيدة في الخارج، والحماسة ظاهرة لدى اللبنانيين ليقولوا كلمتهم في مستقبل وطنهم. لكن المشكلة هي كالعادة في أداء السلطة وممارستها. ففي الولايات المتحدة وأوستراليا ترتفع الأصوات مستنكرة العراقيل التي وضعت بهدف تشتيت الناخبين من خلال توزيع عائلاتهم على أكثر من ولاية أميركية ومدينة أوروبية. وقد ذكر مراسل ال “ام تي في” في لوس أنجلوس أن هناك حوالى 20 في المئة من اللبنانيين لن يتمكنوا من الإقتراع، وقد بدأ الحديث عن توجه بعضهم إلى بيروت من أجل الإقتراع في الخامس عشر من أيار. فما هذه السلطة التي تفعل كل شيء وتعمد إلى استعمال كل الحيل في سبيل منع اللبنانيين المنتشرين من ممارسة حقهم الطبيعي في الإنتخاب؟
نسب الاقتراع والارقام الانتخابية تداخلت اليوم مع تاريخ الجولتين الانتخابيتين الاولى والثانية. فبين 6 و8 ايار يقع 7 ايار، وهو تاريخ مشؤوم عند معظم اللبنانيين. ففيه استباح حزب الله وحلفاؤه العاصمة بيروت في محاولة لاخضاعها وتركيعها، وقد وصل الاستقواء بفريق الممانعة الى محاولة ضرب الجبل. من هنا فان كثيرين يتوقعون ان يكون تصويت اللبنانيين في 6 و8 و15 ايار بمثابة رد على 7 ايار. ف7 ايار يعني الدويلة، يعني السلاح المتفلت، يعني الاستقواء، يعني التفرد بقرار الحرب والسلم، كما يعني قمع الناس العزل ومنعهم من ممارسة حقهم الانتخابي كما حصل في الصرفند وكما يحصل ويحصل في بعلبك الهرمل. وبالتالي فان على اللبنانيين الرافضين منطق الدويلة ان يقولوا لا مدوية في صناديق الاقتراع غدا وفي 15 ايار ، لتشكل الانتخابات بداية الخلاص. فيا ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الاتي. ف”التغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”.