ايها اللبنانيون: وطنكم ناداكم فلبيتم النداء. عرفتم ان دولتكم تتحلل امام اعينكم، وان جمهوريتكم تضعف وتتهاوى ، وتكاد تسقط تحت ضربات الطامعين. أخذتم قراركم، وكان قراركم أكبر من التحدي والخطر.
وكما نزلتم الى الساحات في 17 تشرين وما بعدها، لتقولوا لا للمنظومة الحاكمة المتحكمة، فقد تدفقتم الى اقلام الاقتراع لتقولوا لا ثانية واقوى للمنظومة عينها، التي لم تردعها حتى جريمة المرفأ عن استكمال ظلمها في حق المواطن وعن مواصلة فظائعها في حق الوطن.
في تصويتكم امس سقط اثنان: مخطط طهران للسيطرة على القرار في لبنان، ومخطط الطغمة الحاكمة لاستكمال التمتع بخيرات الوطن بلا حسيب ولا رقيب.
المعركتان خيضتا في آن واحد، وكانت النتيجة مدوية بفضلكم وبفضل اصواتكم.
السياديون انتصروا واستعادوا الاكثرية في البرلمان ولو تحت رهبة السلاح، ورغم التعديات التي مورست بحقهم في مناطق معينة، وخصوصا في الجنوب والبقاع.
اما التغييريون فسجلوا نتيجة فارقة، وانتقلوا من ساحات المدن الى ساحة النجمة، لأن الوطن بحاجة الى تغيير ينقله من ظلمات القرون الوسطى الى انوار القرن الحادي والعشرين.
ايها اللبنانيون: في الاعوام الثلاثة الاخيرة عاشت ال “ام تي في” في كل يوم وجعكم وتفاعلت كل ساعة مع معاناتكم. فوجعكم وجعها ، ومعاناتكم معاناتها. لذلك جسدت رغبتكم في التغيير، وخاضت المعركة معكم والى جانبكم، وكان الانتصار الكبير.
فشكرا لانكم “ما رجعتو انتخبتون هني ذاتن”، وشكرا لأنكم في ” 15 ايار خلليتو صوتكن يغير”. انها البداية والبقية تأتي. فغدا يوم آخر ووطن آخر ومستقبل آخر. فالى اللقاء في ساحات الحرية والتحرر.