IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 31/5/2022

في الشكل إنها جلسة الفشل المكرر، وفي المضمون إنها جلسة ال 65 مكرر. الفشل المكرر صاحباه اثنان: نبيه بري وقوى التغيير. فبري الذي نجح في الحصول على غالبية مطلقة “عالقد” هذه المرة، لم يثبت نجاحا في إدارة الجلسة. فالفوضى كانت مستشرية من أول الجلسة إلى نهايتها.

لكن ساعة الذروة تجلت عندما وصل الأمر الى انتخاب أميني السر فساد الهرج والمرج ، وكثر أصحاب الفتاوى القانونية والدستورية، حتى اعتقد الجميع للحظة أن مجلس النواب اللبناني يشهد أول انتخاب لهيئة مكتبه!

أنه مشهد تخطى للأسف حدود المعقول والمقبول. فأي فكرة كونها عنا أعضاء السلك الديبلوماسي الذين كانوا يحضرون الجلسة شخصيا؟ ألم يثبت المسؤولون عندنا أن حديثنا عن الديمقراطية اللبنانية مجرد كذبة، وأن مجلس النواب عندنا يفتقر إلى أدنى مقومات العمل البرلماني السليم؟

الفشل الثاني سجله التغييريون الذين طبقوا المثل المعروف “اول دخولو شمعة على طولو”. فهم مثلا في أول دورة لانتخاب نائب لرئيس المجلس ضيعوا أصواتهم وشتتوها بين الأوراق البيض والأوراق الملغاة، ما أدى إلى إجراء دورة ثانية إنتهت بفوز الياس بو صعب.

فمتى يدرك التغييريون أن التغيير الحقيقي لا يتحقق بالإستعراضات الشارعية، ولا بالوقوف أمام التماثيل والأنصاب التاريخية على أهميتها؟ ألم يكن الأجدى لهم في مثل هذا اليوم التاريخي أن يركزوا على التفاهم داخل البرلمان بدلا من التلهي بالسيلفي والعراضات الشعبية؟

في المضمون الامر أخطر. اذ هل هي مصادفة ان ينال كل من نبيه بري والياس بوصعب الاغلبية المطلقة نفسها، اي 65 صوتا؟  طبعا لا، فالأمر يتعلق بتفاهم عميق  وب DEAL متكامل.

فمن دوزن ايقاع الجلستين وتفاصيلهما بدأ مهمته عبر وصل ما انقطع بين التيار الوطني الحر وحركة امل، وبين نبيه بري وجبران باسيل. هكذا سقطت كل التحفظات لدى الطرفين تجاه بعضهما بعضا، ولو موقتا، وركب نوع من التحالف الضمني بينهما قضى باعطاء التيار اصواتا لنبيه بري مقابل اعطاء امل اصواتا لالياس بو صعب.

وطبيعي ان احدا لا يستطيع ان يتوصل الى مثل هذا ال DEAL  المستتر والمضبوط في آن غير حزب الله. فهو الطرف الوحيد الذي يمون على الطرفين الى حد تناسي خلافاتهما، وهو الطرف الوحيد ايضا القادر على ضبط اللعبة برقم واحد:  خمسة وستون  صوتا.

هكذا نجح بو صعب بنفس الاكثرية المطلقة التي حازها بري، فأتى الطرفان الى منصبيهما  بنفس القوة البرلمانية، ما يعني ان العلاقة بينهما ستكون محكومة بنوع من انواع التوازن في السنوات الاربع المقبلة.

في الخلاصة: المنظومة اثبتت مرة أخرى انها لا تزال اقوى من  محاولات التغيير، علما ان الاكثرية ليست مع حزب الله وحلفائه، لكن اقلية امل حزب الله والتيار حديدية،  حين ان اكثرية السياديين والمستقلين والتغييرين مشتتة ومبعثرة.

فهل تتعظ الاكثرية النظرية مما حصل؟ ام ان فشلها اليوم سيتمدد الى الاستحقاقات المقبلة بدءا برئاسة الحكومة والحكومة وصولا الى الانتخابات الرئاسية التي لم تعد بعيدة؟

لحسن الحظ الاجابة لن تكون بعيدة لأن العام الحالي  هو عام الاستحقاقات الكبيرة,   فالى اللقاء في استحقاق آخر!