الاول من ايلول 2022. انه يوم بحدثين . الحدث الاول تاريخي يعود الى لعام 1920. اذ منذ مئة وعامين ُاعلنت دولة لبنان الكبير. ومنذ ذلك التاريخ ولبنان في مهب الريح. اما الحدث الثاني فآني ، ويتمثل ببدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. حتى الان لا مؤشرات الى ان رئيسَ مجلس النواب سيدعو قريبا الى جلسة الانتخاب. فالظروف المحلية والاقليمية والدولية لم تَسمح بعد بتظهير “بروفايل” الشخصية التي ستتولى ادارة َ شؤون البلاد في السنوات الست المقبلة . فالوضع في الاقليم لا يزال ملتبساً ، ان عراقيا ، او على صعيد مآل المحادثات في فيينا. اما داخليا فقوى التغيير ستُحدِد موقفـَها السبت من الاستحقاق ، فيما المستقلون ونوابُ حزب الكتائب اجتمعوا امس في دارة النائب فؤاد مخزومي لتنسيق الموقف في ما بينهم ، وبينهم وبين القوى الاخرى . فهل ستؤدي كل هذه الحركة الى انتاج رئيس جديد قبل الحادي والثلاثين من تشرين الاول ، تاريخ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا؟
سنياً، الامر مشابه. اذ علمت الـ “ام تي في” ان دار الفتوى تعد في القسم الثاني من شهر ايلول لاجتماع يدعو اليه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان جميع النواب الحاليين للطائفة السنية. الهدف من الاجتماع : بلورة موقف سني واحد من الاستحقاقات الوطنية الداهمة ، وفي طليعتها بالطبع استحقاق رئاسة الجمهورية. ولا شك في ان الاجتماع المذكور سيرسم خريطة جديدة للواقع السياسي ككل، اذ سيعوض غياب تيار المستقبل ورئيسه عن الساحة السنية ، و سيعيد التوازن المطلوب الى الساحة الوطنية، بعدما استباحتها بشكل أو بآخر القوى التي تسمي نفسها ممانعة ، كذلك التيار الوطني الحر. في الاثناء، الازمات الاقتصادية والاجتماعية تضرب لبنان بدءا من استمرار ارتفاع سعر الدولار الذي لامس اليوم سقف ال 34 الف ليرة، وصولا الى ازمة الاتصالات التي تتعقد اكثر فاكثر يوما بعد يوم. ففي ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير سؤال: هل بمثل هؤلاء المسؤولين الفاشلين الفاسدين يمكن لبنان الكبير ان يبقى كبيرا؟