كما في حياته، جمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى استشهاده، كل عائلة الرابع عشر من آذار، لكن التحدي ان تعود هذه الحركة الاستقلالية من شتات آذاراتها إلى اذارها الواحد الجامع، لمواصلة مسيرة العبور إلى الدولة، حماية للبنان الدولة من مخاطر الضياع.
سعد الحريري في بيروت، كما هو أمر ضروري، بمجرد حضوره أعاد النبض إلى الحياة السياسية، فهل يبقى لتزخيم عمل المؤسسات وتعزيز اللحمة الوطنية في مواجهة محاولات التطييف والمذهبة؟ هل يبقى للبننة الاستحقاق الرئاسي، والتعجيل في العمل لملء الفراغ القاتل في قصر بعبدا؟.
من المبكر التكهن، فهو اكتفى اليوم بتوصيف الواقع الرئاسي المأزوم. لكنه فتح اللعبة، فلم يرشح سليمان فرنجية وسلم بترشيح ميشال عون. وأكد ان النزول إلى البرلمان هو الطريق الأقصر والأسرع إلى انهاء حال الشغور وحال الانقلاب على الدولة. وما هو أكيد أكثر، انه أعاد الحياة إلى الرابع عشر من آذار، وهو لن يكتفي على ما يبدو بالصورة الجامعة لقياداتها.