إنه عهد الغرائب والعجائب. وأغرب ما فيه نهاياته، عبر الشروط غير الطبيعية التي يضعها رئيس الجمهورية لمغادرة قصر بعبدا. فهو ربط مغادرته القصر الجمهوري بأن يكون يوم التسلم والتسليم يوما طبيعيا. فمن أي دستور إبتكر الرئيس عون مفهوم اليوم الطبيعي ؟ وهل الدستور يشترط أن يكون اليوم يوما طبيعيا حتى يسلم رئيس الجمهورية الأمانة إلى خلفه بعد ست سنوات يمضيها في سدة الرئاسة الأولى؟
على أي حال ما يطمح إليه عون لن يتمكن من تحقيقه. فما كان ممكنا بين العامين 1988 1990وبالقوة العسكرية لم يعد ممكنا في العام 2022، فالناس تغيروا، والكذبة انكشفت، و”شعب لبنان العظيم” الذي احتمى وراءه في قصر بعبدا أدرك أن كل همه منذ العام 1988 هو أن يصل إلى السلطة. وعندما وصل بعد عقود طويلة من استغلال تضحيات الناس، لم يحقق شيئا مما وعد به ، ولم يزرع سوى الإنقسامات والشقاق، كما أن تسليمه البلد والقرار إلى حزب الله أوصل الوضع إلى الإنهيار الكبير.
حدوديا، قضية اليونيفيل تتفاعل. فبعد قرار مجلس الامن توسيع صلاحيات القوات الدولية في الجنوب صدرت احتجاجات قوية من حزب الله وحركة امل، كما تصاعدت التهديدات المبطنة القوات الدولية .
الغريب ان السلطات اللبنانية لم تحرك ساكنا حتى الان. فهل استسلمت نهائيا لثنائي امل وحزب الله ؟ وهل جنوب الليطاني تحت سلطة الدولة ام تحول دويلة مستقلة للثنائي؟ وهل اصبح الثنائي هو من يحدد الموقف الرسمي من القرارات الدولية؟ الجواب عند العهد القوي وعند حكومة معا للانقاذ!
برلمانيا الامر ليس افضل حالا. فالرئيس نبيه بري لا يزال يتحدى مشاعر قسم كبير من اللبنانيينن كما يتحدى قرار عدد كبير من النواب عبر اصراره على عقد جلسة غدا، في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل. فهل الموازنة التي تأخرت عشرة اشهر عن موعدها لا تنتظر يوما واحدا اضافيا من التأخير؟ ام ان بري يريد افهام من لم يفهم بعد ان القرار له، وانه لا يعترف ببشير الجميل رئيسا للجمهورية وشهيدا للوطن؟