الترسيم “ماشي” لبنانيا، لكنه متعثر بعض الشيء اسرائيليا. فاجتماعا بعبدا، التقني والسياسي، انتهيا الى خلاصة ايجابية واضحة، والرد اللبناني على مقترح آموس هوكستين سيقدم غدا على الارجح.
“قمحة ونص” ، هذا ما قاله بري لدى خروجه من قصر بعبدا ، ما يؤكد ان الرئيس عون والرئيس بري والرئيس ميقاتي اتفقوا على السير بالمقترح الاميركي . لكن في الجانب الاسرائيلي الامور تتطور بشكل غير مريح . فرئيس الوفد الاسرائيلي الى المفاوضات اعلن استقالته من منصبه، وأوحى مقربون منه لوسائل الاعلام، ان الاستقالة جاءت على خلفية معارضته اتفاق الترسيم . توازيا، لفت ما نقلته وكالة “رويترز” والاذاعة الاسرائيلية من ان المدير العام لوزارة الطاقة الاسرائيلية يتفاوض في باريس مع شركة “توتال” ، للبحث في كيفية تقاسم الارباح الناتجة من تنقيب الشركة في حقل قانا. وحتى الان لم تعلق السلطات اللبنانية على الخبر، ولم تعلن ما اذا كان صحيحا أو لا. وعليه فإن سؤالا يطرح : هل صحيح أن لبنان سلم بالتنازل عن جزء من عائدات قانا لاسرائيل؟ وفي هذه الحالة اين اصبح شعار حسن نصر الله : قانا مقابل كاريش؟
حكوميا، المطالب الباسيلية عادت لتفرض نفسها على طاولة البحث . وآخر المعلومات تفيد ان باسيل انتقل من البحث في توسيع الحكومة عبر المطالبة باضافة ستة وزراء دولة ، الى المطالبة بتغيير ستة وزراء محسوبين كليا او جزئيا على التيار الوطني الحر. و علم ان باسيل يريد استبدال نائب رئيس الحكومة ووزراء العدل والسياحة والخارجية والشؤون الاجتماعية انطلاقا من تشكيكه في ولائهم المطلق له، وخصوصا مع احتمال تبدل الاحوال السياسية بعد مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا.رئاسيا، الجمود سيد الساحة، لأن ملف الترسيم فرض نفسه بندا اول على جدول اعمال المسؤولين والسياسيين. ومع ان مديرة افريقيا والشرق الاوسط في وزارة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية شددت امام الرئيس عون على اهمية اجراء الانتخابات الرئاسية، لكن المعلومات الواردة من عواصم القرار تفيد ان الشغور الرئاسي واقع حتما، وهو لن يطول كثيرا، بحيث اننا قد نشهد قبل انتهاء السنة الحالية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فهل تشكل بداية العام 2023 بداية جديدة على كل الصعد والمستويات؟.