أهلا بكم في لبنان. والوطن الصغير انشغل اليوم بثلاثة أخبار غريبة عجيبة. الخبر الاول إصابة طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط برصاصة طائشة أثناء هبوطها في مطار بيروت.
ومع أن الحادثة ليست الاولى التي سجلت في المطار، لكن للمرة الاولى تصاب طائرة أثناء تحليقها. فأين السلطات الامنية المعنية؟ أم أن الأمن في لبنان a la carte: يقوى في مناطق ويضعف في مناطق اخرى حسب مبدأ العرض والطلب؟ الحادثة لغريبة الثانية التي حصلت تتعلق بمنشآت النفط في طرابلس.
فوزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض أصدر قرارا بإقفال المنشآت النفطية في العاصمة الثانية الى حين تأمين حراسة مشددة لها، بعد عمليات سرقة متكررة لكميات كبيرة من المازوت وأغطية الخرانات. فصح النوم يا وزارة الطاقة ! لكن ألم يكن من الأجدى مطالبة القوى الأمنية بتشديد الحراسة منعا للسرقة بدلا من إقفال منشآت نفطية؟ وماذا نفعل غدا اذا اكتشفت السرقات في الوزارات والمديريات الرسمية ؟ هل نقفل الوزارات والمديريات معلنين أنه على الدولة السلام؟
الخبر الثالث يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية. ففي الجلسة الخامسة سجلت مسخرتان: مسخرة الاوراق البيض، ومسخرة الشعارات التي حلت مكان اسماء المرشحين ك : لبنان الجديد ولاجل لبنان والخطة ب. فهل اصبح انتخاب رئيس للجمهورية عند بعض ممثلي الامة موضوع تندر وتسلية؟ الا يدري هؤلاء ان الناخبين حملوهم امانة لا يمكنهم الاستهتار بها بهذه الطريقة؟
في الاثناء سجل المرشح النائب ميشال معوض تقدما اضافيا على صعيد الارقام. اذ مع احتساب الغائبين المؤيدين له، فانه لامس الخمسين صوتا، وهو رقم جيد يبنى عليه.
والاهم ان معوض اخترق كل الكتل المعارضة، ما يؤهله لأن يصبح مرشح المعارضة ككل. لكن المشكلة ليست هنا، بل في قوى المنظومة التي لم تعترف حتى الان بمبدأ الديمقراطية ولا بالممارسة الانتخابية. وكيف تعترف بهذه الامور وهي تعلم ان جبهتها الداخلية منقسمة غلى نفسها؟ فجبران باسيل لا يريد احدا سواه في بعبدا، في حين يعلم ان لا حظوظ حقيقية له في ظل التوازنات الراهنة. فهل كتب علينا ان ندفع دائما ثمن اهواء جبران باسيل واحلامه المستحيلة؟.