ودعت القاع الجريحة شهداءها الخمسة، لكن الحزن لف لبنان الذي يشعر كل مواطن شريف فيه بأنه فقد عزيزا في هذه المجزرة، واذا كان الايمان والطبيعة البشرية يبلسمان الجروح التي يتسبب بها الموت فإن القلق على المستقبل لا يبدده الا العمل المؤسساتي وهو مغيب مخطوف، اضافة الى آلة التخويف التي تضخ الاشاعات غير البريئة في طول البلاد وعرضها مبشرة بالمزيد من القتلى والغاية منها اطالة المفاعيل النفسية للتفجيرات الانتحارية وهي اشد فتكا.
ولا تتوقف الهجمة هنا بل تتعداها الى الحملة المبرمجة غير البريئة عن الامن الذاتي في القاع دون الجوار علما ان كل ما بان من هذه الظاهرة لم يتجاوز الساعات، اما ضمان أمن القاع وما حولها فمجلس الوزراء الخميس لن يخرج بجديد يبرد القلوب الخائفة، تزامنا وفي قضية الانترنت غير الشرعي حضر عبد المنعم يوسف امام القاضي لكن وكيل الدولة المفترض ان يستعيد اموالها المهدورة بالملايين تغيب ما غذى الشكوك بان الملف يدفع الى اللفلفة وتجهيل الفاعل الحقيقي.