الضربة العسكرية الايرانية لم تكن بالمستوى المتوقع، ولا على قدر التهديدات التي اُطلقت. صحيح انها شكلت اول مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران. وصحيح انها نجحت في احداث صدمة داخل الشارع الاسرائيلي، اذ غيرُ قليلٍ اطلاقُ حوالى 170 مسيّرة و140 صاروخا, وتوجيهُها نحو اهداف داخل العمق الاسرائيلي على دفعات متتالية. لكن في الجوهر الضربة فشلت. فاكثر من سبع وتسعين في المئة من المسيّرات والصورايخ انفجرت قبل ان تبلغ اهدافَها، ما جعل الضربة الايرانية مجرد استعراض شكلي، بحيث لم تُبدِ طهران، في التحليل الاستراتيجي، جهوزيةً لازمة لا تقنيا ولا لوجستيا.
هل هذا يعني ان الهجوم الايراني مسرحية فاشلة؟ لا يمكن قولُ ذلك. لكن الواضحَ ان واشنطن ضبطت رد طهران الى الاخر، فجاءت ضربة ايران في الامس، كضربتها في العام 2020 ضد قاعدة عين الاسد الاميركية ردا على اغتيال قاسم سليماني، اي ضربة الحد الادنى من ناحية الخسائر اذ لم تلحق اي اصابة بالاسرائيليين. معنوياً، استعادت ايران ثقةً كادت تفقدها عند دول الممانعة، لكنها خلقت من جديد تعاطفا دوليا مع اسرائيل فقدت الاخيرة قسما كبيرا منه بعد ممارساتها في حرب غزة.
والسؤال الاكبر: ماذا بعد؟ اي هل سترد اسرائيل على الضربة الايرانية، ام تعتبرها ضربة لرفع العتب ولا تستحق الرد؟ البداية من تفاصيل الهجوم الايراني.