بعد خمس وأربعين دقيقة من الآن تدق اجراس بكركي لتعلن حدثا استثنائيا، بطله رجل استثنائي في تاريخ الموارنة وفي تاريخ لبنان.
ففي 20 ايار 1670 انتخب ابن اهدن بطريركا على الموارنة، فأعطي مجد لبنان..
وها هو اليوم وبعد ثلاثمئة واربعة وخمسين عاما يطوب ليعطى مجد السماء. وبين المجدين، جلجلة طويلة اجتازها البطريرك اسطفان الدويهي بثبات وايمان ورجاء، وهي شبيهة الى حد كبير بجلجلة لبنان، التي لم تنته، ولا يبدو انها ستنتهي قريبا.
ومع ان طبول الحرب تقرع ورايات الحرب السود تلوح في الافق، فان المشهد الليلة في الصرح البطريركي في بكركي يشكل علامة رجاء لوطن يأبى ان يموت، وهو وطن على صورة بطريركه العظيم ومثاله.
فالدويهي في مسيرته الحياتية والروحية نموذج الانسان المتجذر في ارضه، الصامد فيها، الرافض اي نوع من انواع التغرب والاستسلام. فهل تشكل طوباوية الدويهي بداية جديدة للبنان واللبنانيين؟ فلنطلب شفاعة الدويهي لتقترب قيامة الوطن، ولنتذكر ان طوباويي لبنان وقديسيه يبقون اقوى من كل الشياطين.