إسرائيل لا تشبع من المجازر، ونتانياهو لا يرتوي من الدم. فالقوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرةً جديدة في بلدة علمات أدت الى استشهاد حوالى ثلاثين شخصاً وسقوطِ عددٍ من الجرحى. لكنّ مجزرة علمات لم تكن يتيمة، فإسرائيل شنّت أيضاً غاراتٍ قاسية مدمرة، على البقاع والهرمل والجنوب. التصعيد الإسرائيلي لم يقتصر على لبنان، بل توسّع إلى دمشق التي شهدت غارةً إسرائيليّة أدّت إلى سقوط ثمانيةِ قتلى، تردّد أنّ من بينهم القياديُّ في حزب الله سليم عياش، المُدانُ الرئيسي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والفارُّ من وجه العدالةِ الدولية ! وكما في الميدان، كذلك في السياسة. فالمواقفُ الإسرائيليّة تصاعديّة، تصعيديّة. فما نشرته جريدة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية يفيد أنّ الاتفاق الذي يُبحث يتضمن انسحابَ حزبِ الله إلى شمال الليطاني، وعدمَ عودتِه إلى الحدود، وتدميرَ البنيةِ التحتية المتبقية له بضمانات أميركيّة وروسيّة. والأهم في ما كشفته الصحيفةُ الإسرائيلية أنّ تل ابيب أبلغت بشار الاسد أنّ مصيره سيكون كمصيرِ السيد حسن نصر الله إذا لم يتعاون معها في منع نقل السلاح من أراضيه إلى لبنان لمصلحة الحزب. فهل يقبل حزبُ الله بهذه الشروط الصعبة؟ وإذا ما حصل ذلك، فهذا يعني أنّ وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد على حق بقوله: لقد هزمنا حزبَ الله. في الأثناء، لبنان ينتظر عودةَ هوكستين ولو من دون تفاؤلٍ كبير. فكل المعلومات تفيد أنّ الإدارة الجديدة لم تعد قادرةً على تحقيق أيِّ انجاز، وأن نتانياهو ليس في وارد تقديمِ أيِّ شيءٍ لها. وفي الاطار لفت ما قاله نتانياهو في حديث صحافي من أنه تحدث مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب ثلاثَ مرات في الأيام القليلة الأخيرة، من دون أن يأتي على ذكر أي اتصال أجراه بالرئيس الأميركي الحالي!