ثلاثة وعشرون يوما تفصلنا عن موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة, ستة اشهر حاسمة قبل الفراغ في قيادة الجيش, وثمانية اشهر وثمانية ايام ، مرت على الشغور الرئاسي. عداد الاستحقاقات الثلاثة يتصاعد ولا حلول في الافق.
الاستحقاق الاول يسابق فتيل عودة التفلت المالي اواخر تموز, وفي المعلومات ان الاتصالات في الساعات الماضية ، بعد تهديد نواب الحاكم بالاستقالة, لم تصل الى مخارج تؤمن تعيين حاكم جديد للمركزي. اذ لا تزال الاعتراضات واسعة على اي عملية تعيين تجريها حكومة تصريف اعمال ان من قبل حزب الله او القوى المسيحية الكبرى.
وكشفت مصادر ان لقاء جديدا سيجمع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لبحث سيناريوين في حال سقط نهائيا خيار تعيين حاكم جديد: الاول انضاج فكرة التمديد لسلامة في اللحظة الاخيرة , والثاني اقناع النائب الاول للحاكم وسيم منصوري المحسوب على بري بتحمل المسؤولية مع باقي اعضاء المجلس المركزي, ولاسيما ان بيانهم لم يأت على ذكر الاستقالة بشكل مباشر, انما ترك الباب مفتوحا على احتمالات اخرى. كما ان منصوري كان طرح تصوره في واشنطن وعاد باجواء ايجابية./
واذا كان امام الاستحقاق الثاني ، اي الفراغ في قيادة الجيش بعض الوقت, فان الشغور الرئاسي يزداد تعقيدا. فعلى خط المساعي الداخلية جمود خطير وترقب قاتل، وغالبية النواب يعيشون الصيفية بابهى حللها. اما خارجيا, فان الحراك خجول وحذر ويقتصر حاليا فقط على المسعى الفرنسي. والجديد استعداد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لحزم حقائبه والتوجه الى الرياض خلال ايام لانضاج فكرة الدعوة الى حوار داخلي في قصر الصنوبر ، وتحديد معالم جدول اعماله. فهل سينجح بتوفير غطاء سعودي ليستكمل بعدها جولته على دول اللجنة الخماسية لاجل لبنان؟ , ام ان الالغام امام الحوار وغياب الجدية في ظل تمسك حزب الله بسليمان فرنجيه او لا احد, ستفرمل الاندفاعة الفرنسية؟
في الانتظار, الحركة السياحية والاغترابية حطمت الارقام, ومحطتنا في سياق النشرة ستكون مع سحر صور وجمال بيت مري. وفي النصف الثاني من الجاري, لبنان على موعد مع زيارة اكثر من مئتي شاب وشابة متحدرين من اصل لبناني, يتحدثون خمس لغات مختلفة, وسيأتون من 18 بلدا لزيارة وطنهم الام./