Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 22/8/2018

فن وضع التواريخ والقدرة على جعل اللبنانيين ينتظرون اللاشيء، وتزويدهم أقلاما وهمية لكتابة سيناريوهات تليق بأفلام الخيال غير العلمي، هذه الطاقات التي ابتدعها بعض الساسة في لبنان، يمكن إدراجها في كتب علم الوهم السياسي، ولا نقول كتاب “غينيس” المحجوز للمناقيش والليموناضة والحمص بطحينة، الأول من أيلول تاريخ جديد بدأت ترصده عيون اللبنانيين، فترى ماذا في هذا اليوم الذي قيل أن الرئيس عون سيغير فيه مجرى المسار الذي يسلكه تشكيل الحكومة؟

من متابعة اليوميات السياسية يمكن الإستنتاج أن شيئا مجديا لن يحصل، فلا رئيس الجمهورية قادر على قلب الطاولة، ولا الرئيس المكلف يعتبر نفسه مقصرا وممتنعا عن التأليف، بل بالعكس فإن الجو السني بدأ بمرجعياته الدينية يرفض تحميل الرئيس الحريري مسؤولية التأخير، وتجزم بأن العراقيل يفتعلها الفريق القريب من سوريا في محاولة سافرة لإلغاء مفاعيل خروجها من لبنان، وإعادة الدولة الى زمن الوصاية، أي الى ما قبل العام 2005 والقرار 1559.

من ما تقدم، وبما أن القوى السياسية الأساسية الضالعة في كباش التأليف لا تزال على مواقفها المعلنة، فإن الواقع الداخلي المأزوم وما تسرب إليه من ملونات إقليمية لا يشي بولادة سريعة للحكومة، بل هو قادر على إلتهام الأول من أيلول وفي ضهره ايلول بأكمله، من دون أن نشهد هلال الحكومة في سمائنا الملبدة. حتى الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتفاقمة مع إقتراب العام الدراسي وفصل الشتاء، لم تدفع في اتجاه التأليف، ليس رأفة بالناس، بل إنقاذا لمركب الدولة وربانه ولبحارته المتخانقين.

وسط هذه الأجواء حلت الذكرى السنوية لانتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل، فشكلت نقطة أمل ومحطة ألم، أما الأمل، فمنبعه رؤية بشير النابض بالحياة، الذي جسد بشخصه وخطابه الوطني الجامع مفهوم الرئيس القوي، فيما الألم منبعه إمتناع بعض المسيحيين عن السماح لصناعة اللحظات الوطنية الكبرى، كالتي ولد من رحمها لبنان الكبير ومنحته إستقلالها الأول، وأعادت إليه إستقلاله الثاني.