حل الأول من أيلول، لكن طرفه لم يأت مبلولا بحل أزمة تأليف الحكومة، إذ لم تتجمع لدى الرئيس المكلف بعد أي معطيات ايجابية تسمح له باعداد مسودة تشكيلة حكومية يحملها إلى الرئيس، إضافة إلى ان الحريري توجه إلى مصر لمناسبة خاصة، ولن يعود منها قبل الاثنين، ما يحسم عدم لقائه برئيس الجمهورية.
في المقابل، عدل الرئيس عون عن الخطوات التي وعد بها لتحريك الواقع الحكومي. وقد رد النائب كنعان هذا التدبير إلى ان رئيس الجمهورية لمس الجدية التي يتعاطى بها الرئيس المكلف مع معضلة التأليف، فأرتأى عدم ممارسة المزيد من الضغوط على الواقع الهش، مخافة أن يؤدي ذلك إلى خربطة الوضع برمته.
أما لماذا لم يتقدم الرئيس المكلف في مهمته، فيرد المطلعون بأنه لم يتمكن من لقاء الوزير جبران باسيل، والأمر خلق اشكالا مزدوجا شخصيا وسياسيا، إذ لا تخفي أوساط “بيت الوسط” زعل الرئيس الحريري للتصرف غير النموذجي للوزير باسيل لتهربه من اللقاء قبل معالجة ما يمكن تسميته بالعقدة الباسيلية التي توازي بحجمها العقد الأخرى الحائلة دون التأليف.
من جهة ثانية، وفي مؤشر على ان أزمة تأليف قد تطول، يجري البحث في عودة الرئيس الحريري إلى ممارسة تصريف الأعمال من السراي، لأن العمل من هناك أسهل اداريا، وفي رسالة رمزية إلى من يعنيهم الألمر بان السراي الحكومي لن يعرف الشغور.