لم تأخذ المرافعات الختامية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوهج من ملف تأليف الحكومة بل على العكس من ذلك فقد جاء التعاطي الهادئ والراقي للرئيس المكلف نجل الشهيد مع هذا الملف لينزع فتيلا أريد له ان يكون متفجرا وعائقا اضافيا امام عملية التأليف، هذا التصرف الذي لاقاه حزب الله بالتقدير معطوفا على عدم ظهور اي دليل قاطع على تدخل خارجي يعوق التأليف. هذان العاملان أعادا الكرة الى الداخل وبينا بأن العرقلة انتاج محلي، وإذا كان من عامل أجنبي معطل فإن التراشق العنيف بين التيار الحر والاشتراكي، والتيار والقوات، يغطي التدخل المحتمل بظلال دخانية كثيفة، هذا الامر دفع الرئيس بري الذي جنح نحو التشاؤم الكلي الى الحديث مجددا عن العقدة المسيحية وكأنه لا يزال يحتفظ بمفتاح الحل للعقدة الدرزية.
في سياق البحث عن حل او عن وساطة ملزمة تخرج الازمة من عنق الزجاجة لمحت المركزية الى احتمال قيام وساطة فرنسية يقودها الرئيس ماكرون تنطلق من أبوته مؤتمر سيدر ويبررها اثنان، إحراجه أمام الدول التي شاركت في المؤتمر وغطسها باثني عشر مليار دولار واقتراب وصول لبنان الى قعر الهاوية اقتصاديا.
تزامنا رد الرئيس الحريري على من يتهمه بالتأخير بانه ينظر في التعديلات التي طلبها الرئيس عون على صيغته الحكومية، ويحتاج الى التشاور مع الافرقاء الاخرين بحثا عن ثغرة.
في الانتظار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هز ضمير الاوروبيين في مسألة اعادة النازحين السوريين ودعاهم الى التناغم مع روسيا من أجل تنظيم عودتهم. وفي السياق تشكلت اللجنة الروسية اللبنانية للنازحين في اشارة الى مضي لبنان في هذه الخطوة بمعزل عن الاراء النقيضة.