بعد اسقاط المضادات السورية طائرة اسرائيلية، يكابر نتنياهو مخففا من وقع الصدمة، ويتوعد سوريا وايران بالمزيد، فالغارات برأيه حققت أهدافها، والطائرة بنظر القيادة العسكرية ربما سقطت بخطأ بشري في المناورة لتفادي الصاروخ، لكن الصحافة الاسرائيلية كانت لاذعة وعنيفة، إذ تجاوزت التقنيات العسكرية لتهاجم سياسة الحكومة التي آن لها ان تعرف، انطلاقا مما جرى أمس، أن التواضع يجب ان يحل مكان الغطرسة والانكار، كما يجب ان تقتنع بأن للسيطرة على السماوات العربية نهاية قد تكون تباشيرها بدأت بالظهور. ونصحت حكام اسرائيل بالتخلي عن الكبرياء، وبدء التفكير بمخارج مشرفة، وإلا فإن مستقبل اسرائيل قاتم.
على الضفة المقابلة فرح وبقلاوة وتصاريح صاروخية من طهران إلى الشام، لكن التواضع مطلوب هنا أيضا، فالصاروخ روسي والقرار بإطلاقه ايراني ب”قبة باط” روسية، والتقاطع الايجابي بين المصلحتين قد لا تتوفر ظروفه غدا، فطهران تحلم بنتف أجنحة اسرائيل، وبوتين قال للأميركيين إن في مقابل كل طائرة روسية تسقط ب”ستينغر” أميركي، يطلق عن كتف كردية، فإن طائرة اسرائيلية- أميركية الصنع تسقط بصاروخ روسي تطلقه بطارية سورية.
لبنان الذي يتعاطى بعقلانية مع ما جرى في سمائه، يستعد لتقديم شكوى ضد اسرائيل في مجلس الأمن، كما سيشكوها لوزير الخارجية الأميركي الذي يزور بيروت هذا الأسبوع.