بتخبط كبير لكن بمكابرة أكبر، تتعاطى المنظومة مع قضية ” دقو” .
التخبط نابع من أن المنظومة تحمل السعودية جزءا من المسؤولية بكشفها الكابتاغون المهرب اليها، وبأنها كشفت الشحنة الآن لغايات سياسية المقصود منها تطويق حزب الله، كما قال الحزب نفسه.
الرئيس دياب في بعبدا أمس زاد على هذا، فاعتبر أن مقاطعة حشائش لبنان لن توقف تهريب الحشيش والكابتاغون.
ترجمة هذا اللامنطق، أن المنظومة قامت ببعض العمليات المسرحية لضبط المعامل والمهربين ريثما ينسى السعوديون، علما بأن السعودي اثبت أنه لا يسامح ولا ينسى ما ارتكبته المنظومة وترتكبه في حقه بوتيرة يومية .
أما المكابرة فتنطلق من قاعدة أنه إذا كان ضبط المخدرات سيؤدي الى تطويق حزب الله فاعذرونا ايها الإخوة والأصدقاء ولو جاع اللبنانيون، وقد جاعوا.
وإن واصلتم العقوبات والضغط علينا فسنرتمي في أحضان الشرق الممانع، على حد قول جبران باسيل أمس أمام ضيف هنغاري.
المكابرة التي صارت أشبه بالرقص فوق جثة لبنان وشعبه، دفعت البابا فرنسيس الى تحذير رئيس الجمهورية، بتهذيب يسوعي ودبلوماسية فاتيكانية، من أنه لا يمكن لبنان أن يفقد هويته ولا تجربة العيش الأخوي فيه.
تفسير هذا باللبناني المبسط، ان البابا يرى أن لبنان آيل الى زوال، وليس في قدرة أي دولة ان تمنع ذلك، ما لم يقم اللبنانيون بما عليهم من واجبات، وفي مقدم الواجبات إجرائيا، تشكيل حكومة.