مهما تنقل المسؤولون وسافروا وطرقوا ابواب العواصم وآخرها موسكو التي صارت مربط الخيل والمقصد وفشة الخلق ، فإن الوقائع ، أكدت في السابق وأكدت اليوم بأن الرحلات الداخلية ، كل مسؤول الى ضميره ، هي أقصر وأجدى وأفعل وأخف كلفة و نشرا للغسيل اللبناني الوسخ .
لا بد ان الروس قالوا لجبران باسيل في موسكو الآتي : قبل أن تبحث بالسوق المشرقية وبحماية المسيحيين وبتثبيت بشار الأسد في الحكم ، قوموا انتم بما عليكم في لبنان فتنتفي حاجتكم الى روسيا والى اي بلد في العالم ، أقلعوا عن العرقلة و شكلوا حكومة تأخذ بمواصفات المبادرة الفرنسية ، فشعبكم يموت جوعا ودولتكم ستلحق باقتصادها الى جهنم نهاية أيار .
مصادر باسيل في المقابل قالت عكس ذلك ، فعممت بأنه مرتاح وبأن الجو في موسكو أكثر من ممتاز وقد افادته موسكو بأنها أبلغت فرنسا والسعودية رفضها أسلوب فرض العقوبات لأنه لا يؤدي الى أي نتيجة ، كما وعدته بأنها ستؤمن كل ما من شأنه تسهيل قيام حكومة.
إلا أن الموقف الروسي لن يثني فرنسا التي أعلن وزير خارجيتها أن بلاده بدأت تنفيذ إجراءات لتقييد دخول أشخاص الى اراضيها يعرقلون العملية السياسية في لبنان أو متورطين في فساد.
توازيا ملف الكبتاغون يتفاعل داخليا لجهة كشف المزيد من اساسات تحالف الفساد والسلطة ، والتي يشكل السلاح والمخدرات رئته وأوكسيجينه .
ولا يعني الأنكشاف والجرصة ان أي خطوات قضائية وعملانية ستتخذ لاستئصاله ومعاقبة رجاله و منع سمومه من التسرب الى الخارج .
السعودية التي لا تصدق المنظومة ولا تثق بها، لأن ذلك يتطلب تحررها من سطوة حزب الله ، أبدت اليوم ليونة بسماحها للشاحنات اللبنانية والبواخر المتوقفة على حدودها البرية وموانئها من دخول أراضيها.
وسط الانسداد العام ، نقطة أمل بالتغيير أضاءت اليوم بولادة الائتلاف المدني اللبناني المعارض الذي يضم مجموعات مؤثرة من الحراك المدني والذي قدم مشروعا وطنيا إنقاذيا مختصره أن البدائل البشرية والحلول والبرامج موجودة.