انها اغرب زيارة لوزير خارجية، إذ كما جاء غادر. لودريان الذي يدرك تماما ان المبادرة الفرنسية سقطت، وان فرنسا غير قادرة على احداث اي خرق في الجدار المسدود حكوميا، حول زيارته مجرد منصة لاطلاق رسائل. لم يطرح أي شيء جديد، ولم يقدم حلا للازمة المفتوحة. التقى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لقاءين سريعين بروتوكوليين، واجتمع اجتماع الضرورة او اجتماع رفع العتب بالرئيس سعد الحريري.
اهمل كل القوى السياسية التقليدية، فهدفه الاساسي والحقيقي كان اللقاء بقوى المعارضة او قوى المجتمع المدني، ليؤكد بذلك ان فرنسا تراهن عليها. لم يجتمع لا برئيس الحكومة المستقيل ولا بنظيره وزير الخارجية اللبناني ولم يعقد مؤتمرا صحافيا علنيا، واكتفى بلقاء مصغر جدا مع الاعلاميين. في اللقاء طرح لودريان المواقف الفرنسية عينها، واكد ان العقوبات في مرحلتها الاولى آتية سريعا، وان المراحل الثانية لن تتأخر.
كل هذا يعني ان الاسبوع المقبل سيحمل جديدا فرنسيا، وربما اوروبيا. فما انعاكسات الجديدين على الواقع السياسي وتحديدا الحكومي؟ فرئيس الحكومة المكلف يعمل منذ
تكليفه على ايقاع المبادرة الفرنسية ويحاول ما امكن تشكيل حكومته وفق مندرجاتها.
لكن زيارة لودريان اثبتت ان فرنسا لم تعد متشبثة بمبادرتها، كما لم تعد الام الحنون للحريري وانها صارت تساويه ببقية القوى السياسية. فكيف سيتصرف الحريري في هذه الحالة؟ هل ينقذ تكليفه بعقد تسوية جديدة مع العهد والتيار الوطني الحر؟ ام يعتذر ويرمي كرة النار في وجه العهد من جديد؟