كل الطرق المؤدية الى تشكيل الحكومة مسدودة ، وشاحنات المتصارعين في هذا الشأن من أهل المنظومة تعمل ليل نهار على صب العوائق الكلامية والسياسية بما يدمر أي أمل بإستيلاد حكومة تصنع في لبنان.
والعقول الشريرة المتحكمة بمصير الدولة تعمل جاهدة على اغتيال أي مشروع أو مسعى خارجي للإنقاذ ، ولنا في نسف المبادرة الفرنسية وكل ما تفرع منها أكثر من شاهد ودليل .
ولا يشك إثنان في أن طلائع المساعدة الروسية التي بدأت تلوح في خجل في كواليس القيادات المعنية ستتعرض هي الأخرى لنيران تحبطها في مهدها .
أمام الحل الداخلي المستحيل والحلول الخارجية الممنوعة، لبنان ينهار صحيا وماليا واقتصاديا وأمنيا وقضائيا وديبلوماسيا.
وإذا استراح أهل المنظومة المتحكمة بالبلاد الى هذا الواقع الكارثي وتربعوا على وجع الناس وحجبوا عنهم الماء والدواء والهواء، وفصلوهم وفصلوا لبنان عن الأسرتين العربية والدولية. إلا أن هذه الخطوات الانقلابية البوليسية لم تحبط الأحرار، وها هم يسمعون صوت الراعي وجرس بكركي يناديان على الحرية .
نعم غدا ، تتوجه الرعية الى سيد الصرح، الى خامته الوطنية لا الطائفية ، لتأييد طرحه الداعي الى عقد مؤتمر دولي ، لا لإتباع لبنان بأي محور بل لتحريره من التحالفات الملتبسة والهلالات الأقلوية والأقواس الإقليمية التي لم تأت عليه منذ عام 1990 إلا بالويلات والحروب والخراب .
نعم البطريرك الناطق باسم وجدان لبنان الرسالة والكاتب بحبر الآباء المؤسسين والقارىء في كتابهم، كتاب لبنان الكبير ، سيطلب باسم اللبنانيين الدعم الدولي لتطبيق الطائف المخطوف، بصيغته الأصلية و بكل تفاصيله ومندرجاته ، ولن يطلب اكثر لأنه لا يسعى الى حرب بل يناضل كما سلفه البطريرك صفير، لتعزيز السلم الأهلي وتثبيت دعائم الدولة ..
وللواقفين على الضفة المقابلة لبكركي ، نصيحة : إذا أردتم قطع الطريق على البطريرك وعلى ما يلهج به الناس في سرهم والعلن، أعلنوا الليلة التزامكم الطائف، إهدوا سلاحكم للدولة ، عودوا من جبهات العالم ، وشكلوا حكومة المهمة ، فالتراجع أمام الوطن وللوطن تقدم وانتصار، والتقدم عليه هزيمة وانكسار.