Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الخميس في 17/6/2021

المعيب في صراعات أهل المنظومة أنهم يقتتلون فيما بينهم لكن أحدا منهم لا يخسر ولا ينكسر، فالخاسران الدائمان من عبثيتهم هما الشعب والدولة.

في السردية المبسطة للإيديولوجية التدميرية أن الاقتتال الدائم بين عناصر المنظومة أوصل الدولة الى الحضيض، وإمعانا في فعل التخريب هم يمعنون في ضرب المؤسسات وتفكيكها ويمنعون قيام حكومة، بما هي الوسيلة السليمة والوحيدة لتنظيم شؤون البلاد، وإمعانا في التدمير لم يكتف هؤلاء في منع تشكيل حكومة مهمة بل تجاوزوا نفوسهم المريضة حتى وصل بهم الأمر حد منع تشكيل أي حكومة.

بعد إنجازهم فعل التدمير الشامل، نزلوا بوقاحة قل نظيرها الى الشوارع يعتصمون ويتظاهرون مع الاتحاد العمالي العام والناس ضد مجهول، تماما كالمجرم الذي يقتل ضحيته ويسير في جنازتها، ويتقبل التعازي بفقدانها مع أهلها ويشتم القاتل على فعلته الدنيئة.

والله والله ما رأيناه اليوم لم ير مثله أحد في المعمورة منذ سدوم وعمورة. هذه التراكمات ولدت موجة قرف كونية من المنظومة المجرمة، فأدارت الدول وجوهها عنها وركزت على المؤسسات الانسانية والمجتمع الأهلي تدعمهما بما تيسر لوقف نزيف لبنان.

وإذا كانت الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني كثيرة ومعظمها يقوم بأعمال مشهودة لمساعدة اللبنانيين المنكوبين، فإن الجيش هو المؤسسة الرسمية الوحيدة الباقية.

من هنا التركيز الدولي على مساعدته وهذا ما تجلى اليوم مضيئا في المؤتمر الذي عقد لهذه الغاية بدعوة من فرنسا وإيطاليا وبمشاركة عشرين دولة تتقدمها الولايات المتحدة.

الأهم في هذا الحدث، ليس ما يمكن جمعه من مساعدات مادية وعينية للجيش، بل ما قيل في الجيش من كلام مثير للاعتزاز.

لكن المفارقة المخجلة أن كل إطراء تلقته المؤسسة شكل مضبطة اتهام للمنظومة الفاسدة المتحكمة في السلطة.

فالدول أجمعت على أنها تساعد الجيش ليبقى، فيبقى لبنان ولا يهتز أمن المنطقة وأمن العالم إن انهارت المؤسسة وتفككت الدولة. وقمة الإهانة لهذه الطغمة هي في نوعية المساعدات، فبدلا من جمع سلاح نوعي وعتاد متطور كما حصل في مؤتمر روما، العالم يجمع للجيش الآن طحينا ودواء وضمادات ومواد غذائية ومحروقات وقطع غيار واموالا لتحسين مداخيل جنوده كي يتمكنوا من الصمود والاستمرار في أداء مهامهم.

الاهانة النووية للمنظومة، أن قائد الجيش اضطر الى رد ما وصلت اليه المؤسسة الى سوء الادارة السياسية وامتناع السلطة عن القيام بأبسط واجباتها، والأخطر كان في إعلانه أن الأمر سيطول على هذه الحال، ولا افق لحلول تبدل الأحوال الى الأفضل في المدى المنظور. وأي أفق نرجو عندما نسمع وزير الطاقة يقول للبنانيين: “إذا المواطن ما معو يدفع 200 الف ليرة حق تنكة بنزين رح يبطل يستعمل سيارة بنزين، رح يستعمل شي تاني”.

رحم الله ماري انطوانيت، تبع فرنسا مش تبع الأشرفية، عالقليلة هيي نصحت شعبا ياكل بسكويت بدل الخبز، الوزير غجر ما قال شو هو الشي اللي بدنا نركبو بدل السيارة.