Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 27/6/2021

أثمن نصيحة نوجهها إلى المنظومة وحكومتها، نستعيرها بتصرف من الميلياردير الأميركي وارن بافت: “إذا أردت الخروج من الحفرة التي أوقعت نفسك ولبنان فيها، أوقفي الحفر”.

نعم إن هذه النصيحة تساوي ثقلها ذهبا، لأنه طالما امتنعت المنظومة عن تشكيل حكومة منذ ما قبل 17 تشرين، ومش حياالله حكومة، وتحديدا منذ بداية هذا العهد، فإن أي تدبير تتخذه مهما كان صالحا لن يؤدي إلى إنقاذ الدولة، فانهيار الدومينو بعدما نطحته المنظومة بقرنيها الغليظين وهي تدوسه الآن بأرجلها، بات أسرع وأعصى من أن توقفه قرارات واهية تافهة، فكيف إذا لم تكن هذه القرارات صالحة وتتخذ عن سابق تصور وتصميم، والغاية منها شراء الوقت من جيوب اللبنانيين وكراماتهم وصحتهم من أجل غايات سياسية وانتخابية، وسعيا إلى تحقيق طموحات شخصية.

ولأجل هذه الغايات، يتم حتى الساعة التضحية بالبلد من باب منع تشكيل الحكومة المفترض أن يأتي قبل أي قرار آخر. هذا هو الواقع، وإلا قولوا لنا بربكم أي عاقل أو أي مجرم تطيعه يده وقلمه لتوقيع قراري رفع الدعم عن المحروقات، والصرف من الإحتياطي الإلزامي، بل بعزقة الإحتياطي، وفي الوقت نفسه يمنع التشكيل.

هذا هو الواقع، إلا إذا صدق ما نقلته المركزية عن عودة سريعة للحريري إلى بيروت، وتوافق على حكومة جديدة من “أربع ستات” بدلا من الثمانيات الثلاث، إن تم حل مشكلة منحها الثقة من “التيار الوطني الحر”.

إن اردتم معرفة عواقب القرارات السياسية المالية والاقتصادية الاعتباطية، لا تبحثوا في مكتبات الجامعات أو على غوغل، لأن الجواب يأتيكم صارخا من الشارع حيث زنانير البؤس تضيق كحبال المشانق على رقاب اللبنانيين، وأنين الأمهات والأطفال والشيوخ يتصاعد كسمفونيات حزينة، وغضب الآباء مزلزل وقد جرحت خناجر اليأس الحناجر، بعدما استعصت عليهم لقمة العيش، ونقطة الوقود وحبة الدواء، وخسروا أسباب رزقهم وجنى الأعمار.

هذه الأحوال الكارثية واحتجاجات الناس في الساحات والمدن وما تخللها من غضب وبعض العنف، استدعت صراخ الراعي الروحي بعدما تنكر الأب السياسي وراعي الجمهورية لدوره، ووصلت بنا الأمور حد الاستنجاد بالبابا الذي يقيم الصلاة من أجل لبنان الخميس.

في تفصيل اليوميات اللبنانية، بعد يومين مجنونين اصطف خلالهما لبنان ذليلا أمام محطات المحروقات، فرغت المخزونات وساد سكون ما بعد الكارثة الشوارع. والكل يتطلع الى وزير الطاقة الذي يعقد اجتماعا الإثنين يضع خلاله الخطة التنفيذية واللائحة الجديدة لأسعار الوقود، حيث سترتفع الى ما يقارب السبعين ألف ليرة صفيحة البنزين، على أن تعلن الأربعاء، بما يسمح لشركات الاستيراد استقبال البواخر وتزويد المحطات.

في الأثناء المستشفيات تعمل في طاقتها الدنيا، والمعامل والسوبرماركات تقفل تباعا بعد اضطرار أصحاب المولدات الخاصة الى إطفائها بفعل عدم توفر المازوت، فيما يواصل الدولار صعوده الجنوني، مغازلا عتبة العشرين ألفا… الله يستر.