IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الجمعة في 9/7/2021

ما كان يخشاه المتعلم والأمي والفهيم والجاهل ، من أن تفجر المنظومة المسيطرة على المجلس النيابي المرفأ بضحاياه وأهاليهم مرة ثانية قبيل ذكرى الرابع من آب ، ما خشيناه جميعا حصل. فبعد مفاضلة اعتباطية بين منح ضحايا المرفأ العدالة, واهاليهم الحق ببدء حدادهم المستحق، والقضاء كرامته والدولة شيئا من سمعتها، فضل نواب المنظومة الدفاع بنيترات الأمونيوم، والذري إذا لزم الأمر، عن أوكارهم ومصالحهم . نعم إن غريزتهم تنبئهم أنهم إن رفعوا الحصانة، والحصانة ليست بالنصوص بل بالأداء ، وسمحوا للقضاء الاستماع الى نوابهم سقطت هيبة المنظومة وصار حيطها واطئا وخلق سابقة يتسلح فيها الناس والقضاء لملاحقتهم في كل صغيرة وكبيرة، وهم لا يرتكبون إلا الصغائر الكبائر ، فينهار عندها دومينو الفساد وتتهاوى امبراطورية الشر التي ما قامت وازدهرت إلا على كرامات الناس وأرزاقهم وأموالهم وفلذات أكبادهم.

ما ارتكبته المنظومة اليوم، لا يشكل إهانة للمجلس وقد طق شلش حياه منذ زمن، بل يشكل صفعة مدوية وبالمباشر للدولة أمام شعبها ودول العالم، هذه الدول التي لم يتسن لها بعد أن تغسل أيديها من الصفعة التي وجهها سفراؤها الى شاغل السرايا وسيد التصريف الذي لا يصرف في أي سوق، حسان دياب منذ يومين.

في سياق متصل، الدولة البائسة “ما غيرا”، كانت موضع بحث معمق في الاجتماعات التي عقدتها سفيرتا أميركا وفرنسا مع المسؤولين السعوديين. وبعكس ما سوق البعض عن حسن نية أو عن سوء نية ، بأن المباحثات انحصرت فقط بالشق الإنساني وبقليل من الطحين والدواء والمساعدات للجيش ، فقد أكد بيان مشترك صدر في شأن الزيارة عن السفارتين الأميركية والفرنسية في بيروت، أن السفيرتين شددتا على الحاجة الماسة الى حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات.

ولم يأت البيان طبعا على مسألة ما إذا كان البحث تطرق الى اسم الرئيس المكلف وموقف السعودية من دعمه أو دعم أي مرشح آخر للمنصب.

والسؤال الذي يطرح الآن، هل المسخرة التي دارت فصولها في المجلس النيابي اليوم سترد الأمور الى المربع الإنساني ، و” بزيادة علينا هلأد”؟ في سياق تشكيلي متصل، وزع تيار المستقبل بيانا صادرا عن الخارجية الروسية مفاده ان اتصالا جرى بين الممثل الخاص للرئيس الروسي والرئيس الحريري شدد فيه بوغدانوف على ضرورة تشكيل حكومة “مهمة قادرة” من التكنوقراط برئاسة الحريري.

البيان الروسي ليس الأول ومضمونه مكرر ومألوف، ولكن هل لتوقيته بالتزامن مع المساعي الغربية -العربية أي تأثير؟ ، كأن يجمد الحريري اعتذاره ويفعل مساعيه للتشكيل مستفيدا من الاهتمام الدولي المستجد ؟.

لا أمل كبيرا في ذلك. لكن للتذكير والتحفيز، الشعب يجوع ويمرض ويموت، عل في التذكير تحريكا للضمير.