IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الخميس في 15/7/2021

بعقولنا البسيطة الساذجة قلنا في أنفسنا مش معقول ، الشعب جائع ، الناس يموتون ، البلد يحترق بلا ماء ولا محروقات، الأطفال الرضع من دون حليب، والعجزة يموتون.

مش معقول ألا يكون الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية قد أخذا هذه الأوضاع المزرية في عين الإعتبار، فيتراجع كل منهما قليلا عن عناده ، تفاديا للأعظم الذي صار بيننا.

بعقولنا البسيطة الساذجة ، قلنا في أنفسنا الخائفة وبأنفاس مرتجفة، مش معقول ألا يستمع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية إلى التحذيرات المنهمرة عليهما من رؤساء العالم ووزراء العالم وسفراء العالم بأن لبنان آيل إلى زوال.

مش معقول أن يفوتا الفرص الذهبية المعروضة من مساعدات ومؤتمرات دعم وإنقاذ تنتشل لبنان مما هو فيه من كوراث.

مش معقول ألا يعيران أهمية للتحذيرات الدولية من عظائم أمنية وعقوبات ستحل بلبنان، فيسرعان إلى تشكيل الحكومة الموعودة، ولو لم ترض التشكيلة كل رغباتهما وحصصهما وغلوائهما للاستئثار بالأثلاث المعطلة والوزارات المدهنة وحصص طائفتيهما التي هي في الحقيقة حصصهما.

لكن بكل أسف ، كل هذه الحسابات الوطنية سقطت عند صخرة العناد.

نعم وكأننا عشية 13 تشرين 1990 ميشال عون العسكري لم يتغير، يومها ظل يسقط المناشدات، ويناور المبعوثين ويعلي المراهنات حتى انهارت الجمهورية الأولى، وها هو التاريخ يعود.

قال شو، لقد تأمل العقلاء بأن الرئيس عون سيستغل الوضع ويلجأ الى القبول بالتشكيلة فيوقعها مع تدوين كل تحفظاته عنها ويحيلها الى المجلس النيابي لتخضع لامتحان الثقة، فيكون بذلك أعاد القيمة الى الدستور واستعاد هو دور رئيس كل السلطات وانقذ البلد من الجحيم ، لكنه صدق مع نفسه ونهجه وطير الفرصة السانحة.

أما الشريك اللدود، الرئيس المكلف فبدا وكأنه لم يتعظ من الأمثولات القاسية التي مرت عليه، و لم يتعلم التضحية بالقليل ليربح الكثير، ولا زالت تكتيكيات اللعب التي ينتهجها هي هي لا تتغير ولا زال نزق الشباب يحرمه تعلم حرفة تدوير الزوايا، وها هو يتقلب من زاوية حادة الى زاوية أكثر حدة والنزيف يستنزفه ويستنزف البلد معه.

من هنا الى أين؟، لا تبصير في الأمر، حكوميا نحن ذاهبون الى فراغ في التكليف لعدم قبول أي سني من نادي رؤساء الحكومات السابقين كرة النار، إضافة الى استحالة تعويم حكومة تصريف الأعمال والخزينة قد فرغت من المال.

اقتصاديا ماليا واجتماعيا وأمنيا ستدخل البلاد كل المحظورات، فبعد خسارتها المال والاستقرار ها هي تخسر الآمال وتفوت الآجال بفعل افتقارها الى الرجال الرجال.

أما عربيا ودوليا، فستبتعد البعثات ويختفي المبعوثون ويتضاءل الاهتمام بلبنان الذي لا يهتم بنفسه، ولن يبقى في بحرنا وأجوائنا غير طائرات الشفقة وبواخر الرأفة تحمل الطحين والدواء.

والكرم قد لا يدوم، إن استمرت المنظومة تصدر الخيرات المستجداة الى سوريا بحماية الدويلة.

بئسكم ، لقد خربتم لبنان وأذقتم شعبه الأمرين. الله يعين البلد؟ نعم ولكن الله يعينو عليكم وينجيه منكم.