رئيسا مكلف، فهل تنجب الإستشارات غير الملزمة في المجلس النيابي الحكومة الموعودة؟.
إذا استندنا إلى التجارب السياسية التي سادت طيلة سني العهد حتى عصر الإثنين، لا سابقة تجعل الرابط بين التكليف والتشكيل حتميا وقائما، بدليل فشل ثلاث محاولات تشكيل في عشرة اشهر.
وإذا استندنا إلى العاملين الخلقي والوطني معطوفين على الأوضاع الحياتية والإقتصادية والإجتماعية الكارثية، بما هي حوافز ضاغطة تحتم تسريع التشكيل، نصل إلى النتيجة نفسها، إذ لم تحرك هذه العوامل ضمائر المنظومة للتعجيل في تشكيل حكومة.
وإذا استندنا إلى الضغوط الدولية المتعاظمة على أركان المنظومة، وتلويح المجتمع الدولي بعصا العقوبات تارة، وبجزرة الحوافز طورا، هنا أيضا وأيضا، لا نجد طيلة فترة الكوارث المتدحرجة أن هؤلاء تحركوا لتجنيب أنفسهم المهانة الكونية، وتجنيب لبنان شر السقوط في المجهول المعلوم.
فالذين لا يحركهم أنين شعبهم الجائع والمكسور والمريض… لن تحركهم إلا جرافة شعبية غاضبة، والجرافة على ما يبدو هي في طور التحمية، علها تكون جاهزة للعمل في الرابع من آب…
ماذا يبقى إذا للرهان عليه، كي نتجرأ على التنبؤ بأن في جيب الرئيس ميقاتي السلاح السحري أو الجوكر الذي سيجعل الرئيس عون يمنح الرئيس المكلف الآتي من الفيحاء، ما لم يمنحه للرئيس الحريري العائد الى بيت الوسط؟
صراحة، وبسؤال كل المطلعين، لا جديد يعتد به يجعل ميقاتي ينجح حيث فشل الحريري ولا تكفي أن يعلن ميقاتي، وأن يتم التسريب على لسان عون بأنهما مرتاحان لبعضهما البعض لتسير الأمور…
في أي حال، مرحلة الغزل والوعود والآمال والشكوك انتهت، وبدأت مرحلة التشكيل و”حك الركب”، وعلى ميقاتي الذي وعد من المجلس النيابي نهاية الاستشارات، بأنه سيتردد دائما على بعبدا، وقد أبدى حسن النية بزيارة جبران باسيل، عليه ألا يتردد الى القصر مترددا والى ما لا نهاية، وإلا التهمه عون وانقض عليه باسيل، وفي سجل الحريري حوالى العشرين زيارة قبل أن يلقى مصيره المعروف.
بمعنى آخر، إن الحاجة الملحة تفترض أن يسلم ميقاتي رئيس الجمهورية مروحة من التشكيلات الوزراية المقتنع بها، وقد قدم له الليلة إطار تشكيلة قيل إن عون تقبلها وسيخضعها للدرس، فإن وقعها عون كان به، وإن رفضها كلها فعلى ميقاتي الاعتذار…
وإذا اردنا أن نضع سقفا زمنيا منطقيا ووجدانيا لمحاولات التشكيل، فإننا نقترح عليه الثالث من آب، لأنه إذا تجاوز المخاض هذا التاريخ، سيحرق بركان الرابع من آب المستفيق في ذكراه الأولى كل شيء. وعلى ميقاتي المجرب الطويل القامة أن يتذكر من سبقه ويستشرف مستقبله، فينجز أو يرحل…