لا حكومة قبل الرابع من آب ، هذا ما قاله رئيس الحكومة المكلف. لكن من يستطيع ان يؤكد ان هناك حكومة بعد الرابع من آب؟ من راقب وجه نجيب ميقاتي وهو خارج من قصر بعبدا بعد لقائه الرابع برئيس الجمهورية وقارنه بوجهه في المرات الثلاث السابقة ، تأكد ان الامور لا تسير على السكة الصحيحة. فالرجل لم يستطع حتى ان يرسم ابتسامة اصطناعية على وجهه. بدا متجهما وغير مرتاح.
اكثر من ذلك ميقاتي البارد الاعصاب عادة والذي يتكلم بهدوء وروية فقد هدوءه مرتين في اقل من سبع دقائق ، وختم الحوار مع الصحافيين بعبارة فيها الكثير من التحدي : مهلة التكليف غير مفتوحة ويفهم يللي بدو يفهم .
انه نصف اعتذار رفعه ميقاتي علنا واعلاميا ومن منصة قصر بعبدا بوجه فريق العهد . فهل يتحول نصف الاعتذار هذا اعتذارا كاملا ام ان المساعي والاتصالات ستـتكـثـف في اليومين المقبلين عل جو الخميس يكون غير جو الاثنين؟ ربما ، واذا لا فاننا سنواصل القول: اذا مش التنين الخميس ، من دون ان نحقق اي نتيجة او تقدم!! في التفاصيل: وزارة الداخلية هي العقدة . رئيس الجمهورية يريدها من حصته هذه المرة . في المقابل ميقاتي لا يستطيع ان يعطي عون وزارة تخلى الحريري عنها في تشكيلته الاولى ، ثم عاد وتشبث بها بعدما عارضه في ذلك زعماء السنة.
اللافت ان ميقاتي، وتلافيا للاحراج، طلع بفكرة فحواها ان لا مداورة هذه المرة ، وذلك لابقاء القديم على قدمه. فما هذه الحكومة التي تشكـل باستنسابية وبلا اي معايير؟ فقبل سنة تقريبا تم الاتفاق على ان تكون المداورة الكاملة هي المبدأ.
فماذا حصل حتى انقلبت الاية وصرنا امام حكومة لا مداورة فيها اطلاقا؟ فهل نشكل حكومة اصلاحية ام نشكل حكومة بحاجة هي الى اصلاح مع انها لم تولد بعد؟
توازيا، الانظار متجهة الى الرابع من آب. فالذكرى السنوية الاولى لتفجير مرفأ بيروت لن تكون مجرد ذكرى بل مناسبة لتفجير الغضب ضد طبقة حاكمة اهملت وفجرت وقـتلت وهدمت وخربت، وهي بكل جبانة تحتمي اليوم وراء حصانات وحمايات لمنع رموز الاهمال والفساد والقتل والتدمير من الخضوع للتحقيق.
وقد اكد الاهالي في مؤتمر صحافي عقدوه اليوم ان زمن التحركات السلمية الروتينية انتهى، وان التوجه اليوم هو نحو تحركات كسر عظم . فهل تتكسر أخيرا رؤوس مسؤولين فاسدين ووقحين امتهنوا طوال اعوام كسر ظهور الناس الموجوعين المتألمين؟