Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الجمعة في 20/8/2021

مجلس النواب: انقلب السحر على الساحر، بل حتى على السحرة. فمن طلب ومن لبى ومن قبل بعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب… ألم يكن يدري أنها ستنتهي إلى لا شيء؟! بلى على الأرجح.

فمجلس النواب، ومنذ زمن طويل، تحول سوق عكاظ لا أكثر ولا أقل. إنه منبر للخطابات المستعادة والكلام الخشبي الذي لا يفيد في شيء.

هكذا تمخض مجلس النواب فولد توصية لا معنى لها ولا قيمة. فما هذا الفولكلور الممجوج والمستهلك؟ بل ما هذا الضحك على ذقون الناس؟ وما هذا الاستهتار بذكائهم؟ معظم الكتل النيابية المشاركة في الجلسة هي المسؤولة عن الإهدار. وهي المسؤولة عن الفساد.

وزراؤها ونوابها هم الذين سرقوا طيلة ثلاثين عاما مال الناس، وهم الذين استباحوا ودائعهم بقوة بعد خريف 2019 ، وحولوها الى لا شيء. فكيف يتحول الفاسدون والسارقون والناهبون، بين ليلة وضحاها، الى مدافعين شرسين عن مصالح الناس؟ وكيف يتحول الهادرون الى حريصين على اموال الشعب؟ وهل كان من الضروري ان تنعقد هذه الجلسة الخاوية لنتأكد مرة جديدة ان السلطة التشريعية عندنا كالسلطة التنفيذية لا تساوي شيئا، ولا يمكنها ان تحدث اي فرق او اي تغيير او تطوير؟

حكوميا، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وقعا ضحية التفاؤل المفرط الذي زرعاه بالنسبة الى تشكيل الحكومة، قبل ان يتبين انه تفاؤل كاذب لا يرتكز على معطيات واقعية وعملية. والواضح ان ميقاتي عاد واصطدم عند ساعة الحقيقة بالشروط التي اصطدم بها من قبله مصطفى اديب وسعد الحريري.

لكن مشكلة ميقاتي اكبر، اذ انه بين نارين: نار رئيس الجمهورية وفريقه، ونار رؤساء الحكومات السابقين الذين يرفضون ان يقدم ميقاتي للعهد ما لم يقدمه الحريري له. ربما لهذا السبب بدا ميقاتي متحفظا امام زواره والمتصلين به اليوم في ما خص تشكيل الحكومة.

وقد علم انه بدأ يبحث مع الدائرة المحيطة به والمقربين منه مسألة توقيت الاعتذار في حال لم يحصل اي انفراج على صعيد التشكيل في الثماني والاربعين ساعة المقبلة. فهل يعتذر ميقاتي في اليومين المقبلين، ام يواصل المواجهة ومحاولة تذليل العقد؟

الارجح انه سيواصل المواجهة لكن ليس طويلا، لأنه لا يريد لعملية التشكيل المستحيلة ان تستهلك رصيده كما استهلكت رصيد الحريري من قبله.

في الاثناء الوضع المعيشي على حاله. طوابير الذل تزداد، الناس تنتظر تحت شمس آب اللهاب، فيما لم تسجل كل مواقع التواصل الاجتماعي صورة نائب او مسؤول واحد واقف في طابور. فمتى تدركون ايها اللبنانيون انهم يعيشون في غير دنيا، وانهم لا يبالون لا بوجعكم ولا بمعاناتكم ولا بأنينكم.

مع ذلك ايها اللبنانيون الطيبون ، في الانتخابات المقبلة “ما تنسو ترجعو تنتخبوهن هني ذاتن”!.