الاربعاء المنتظر تحول أربعاء خيبة الامل . لا رئيس الحكومة المكلف زار بعبدا، ولا الحكومة المنتظرة ابصرت النور. بالعكس، مصادر نجيب ميقاتي قالت انه لن يزور قصر بعبدا لمجرد التقاط صورة، اي اذا لم يوافق رئيس الجمهورية على تشكيلته. الحكومة وبدلا من ان تبصر النور دخلت في نفق الظلام من جديد، لأن النيات غير الحسنة انكشفت على حقيقتها. فرغم كل ما يقال، فان الفريق الرئاسي وفريق رئيس التيار الوطني الحر يخوضان مبكرا معركة الرئاسة الاولى، ويريدان لجبران باسيل ان يدخل المعركة متسلحا باكثرية معطلة في مجلس الوزراء. في المقابل كل الافرقاء الاخرين، يريدون ان يقطعوا الطريق على جبران باسيل باكرا، لئلا يكون هناك استمرار لنهج ميشال عون في قصر بعبدا. وبين الفريقين : الناس، هم الذين يدفعون الثمن. ففي كل بلدان العالم حكومات الا في لبنان، والسبب اختلاف الزعماء على الحصص والاحجام والاوزان. فمتى يتعلم زعماؤنا عندنا كيفية تحمل المسؤولية حتى.. من زعماء طالبان؟
وفيما الزعماء منشغلون بصراعاتهم المستقبلية وباحلامهم السلطوية التسلطية، الشعب يعيش جلجلته كل يوم، بل كل ساعة. فمهزلة صراع اهل السلطة بين رفع الدعم او عدمه حولت الناس ضحايا، وحولت الشوارع في العاصمة والمدن مكانا للانتظار الثقيل والطويل. ومن شاهد طوابير الانتظار اليوم ايقن امرا واحدا، وهو ان الزعماء والمسؤولين نجحوا في تدجين الناس وفي تحويل اهتماماتهم عن القضايا الكبيرة الى شؤون صغيرة تافهة تعتبر من البديهيات.
توازيا، يعقد وزيرا الشؤون الاجتماعية والاقتصاد ورئيس التفتيش المركزي مؤتمرا صحافيا غدا لاطلاق البطاقة التمويلية. افلا يؤشر اطلاق البطاقة اخيرا الى ان الدعم لن يصمد حتى نهاية الشهر، وان القرار الصعب قد يتخذ في بحر الاسبوع المقبل؟ كل هذا يجري فيما نواب الامة الذين انتخبهم الشعب للدفاع عن حقوقه لا يتفوهون بكلمة ولا يتخذون موقفا ولا يساهمون في اتخاذ قرار. انهم بمعظمهم مجرد دمى متحركة في ايدي الزعماء الكبار الذين يحركونهم كما يريدون. مع ذلك ايها اللبنانيون ما تنسو ترجعو تنتخبون هني ذاتن.