حكومة العزم والعمل في سباق مع الوقت. ففي ثلاثة ايام لا أكثر انجزت بيانها الوزراي المؤلف من سبع صفحات. لكن السرعة في انجاز البيانات الوزارية في لبنان ليست معيارا ولا تعني شيئا .
فالبيانات عندنا مستنسخة عن بعضها بعضا منذ الاعوام الاولى للاستقلال ، طبعا باستثناء بعض الاضافات التي تفرضها التطورات. وما كان ساريا على البيانات السابقة ظل ساريا اليوم.
ففي بند المقاومة مثلا ، تم استنساخ الوارد في بياني حكومة حسان دياب وسعد الحريري، ما يؤشر الى ان الغموض الخلاق سيبقى سيد الموقف في ما يتعلق بالقضايا الاستراتجيية.
اما اقتصاديا فثمة مقاربة جديدة ، اذ تدعو مسودة البيان الوزراي الى استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والى معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على الية لاعادة هيكلة الدين العام. فهل تتمكن حكومة العزم والعمل من اخراج لبنان من حال العجز والاحباط واليأس؟ فلننتظر الى ما بعد نيل الحكومة الثقة، لأن الكلام كثير اما الفعل فقليل، ولأننا شبعنا كلاما ونظريات معسولة. فعسى ان ترفق الحكومة الميقاتية الامل بالعمل، حتى لا يقع المحظور ويطول مكوثنا في جهنم.
توازيا، لفت موقف لرئيس الجمهورية أعلنه امام الاتحاد العمالي العام قال فيه انه يعاني مما يعاني منه عمال لبنان ولو كان يعيش في قصر بعبدا، وانه معهم في صرختهم المطالبة بحقوقهم. فكيف يريدنا الرئيس عون ان نصدق هذا الكلام؟ فمنذ سنتين تقريبا واللبناني يعاني ويذل في المصارف و الافران والصيد ليات، وامام المحطات والمستشفيات .
فهل عاش رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء والنواب الذل الذي عاشه اللبنانيون؟ هل وقفوا يوما امام محطة بنزين، او في الصف بانتظار لقمة خبز؟ هل رفضت احدى المستشفيات استقبال احد افراد اسرتهم في يوم من الايام لانهم لا يملكون cash money ؟
فكفى بكاء على حال الناس واستدرارا لعطفهم. المسؤولون من اكبرهم الى اصغرهم يتحملون مسؤولية الحالة التي وصلنا اليها، وهم لم يعيشوا يوما معاناة الناس لانهم لو عاشوها لما قبلوا مثلا ان يعرقلوا تشكيل حكومة حوالى ثلاثة عشر شهرا.
لذلك ايها اللبنانيون تنبهوا الى الاعيب المنظومة قبل فوات الاوان، الانتخابات على الابواب، فاوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن