IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم 5/3/2021

وصل البابا فرنسيس الى العراق، الذي يشبه الى حد بعيد لبنان، بخيراته وتنوعه وطاقاته الإنسانية ومصائبه الداخلية ومآسيه المستوردة. لماذا زار قداسته العراق على رغم المخاطر الأمنية والصحية وامتنع عن تحديد موعد لزيارة مقررة الى لبنان منذ زمن؟.

الجواب بسيط وموجع في آن: لقد زار العراق لأن طبقته الحاكمة أظهرت جدية في صيانة سيادتها من تدخلات الجار الإيراني، وانتهجت حكومته سياسة إصلاحية تحارب الفساد وتحترم حقوق الإنسان والتنوع الديني والثقافي وتعيد إصلاح ما خربه التطرف في حق العائلات الدينية العراقية وخصوصا المسيحيين وباقي الأقليات التي تعيش في العراق منذ فجر التاريخ.

والأمثولة البابوية الموجعة لمن يعنيهم الأمر من مستبدين في العالم العربي ولبنان، أن فرنسيس حج الى العراق تائبا معتذرا، كما قال، لما شاهده من مآس وخراب، علما بأنه لم يحارب في العراق ولم يحكمه ولم يقتل شعبه ولم يدمر حضارته.

ما تقدم يفسر امتناعه عن زيارة لبنان، ببساطة لأن حكام لبنان لم يفعلوا شيئا بناء لبلدهم ودولتهم مما فعله نظراؤهم العراقيون، ولم يعتذروا من شعبهم، فيما هم حكموه وتحكموا به ودمروه وقتلوه وجوعوه ولا يزالون، فهل يأتيهم البابا، حيث ألغى الرئيس ماكرون زيارته التي كانت مقررة إلى بيروت، ليشد على أياديهم المتسخة ويضفي الشرعية على ما يرتكبونه من فظاعات؟.

في اليوميات اللبنانية، المتاريس لا تكف عن الارتفاع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والمرجعيات السياسية السلطوية المعنية بالتأليف، بما يمنع نهائيا تأليف الحكومة في المدى المنظور.

لكن المتاريس الأعلى هي بين الشعب والمنظومة، التي لم تبق للناس غير الجوع والشارع للتعبير عن غضبهم والألم. في الأثناء، كذبت الخارجية الأميركية الأنباء التي نشرتها إحدى الصحف المحلية وتقول بأن واشنطن قررت فرض عقوبات على حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، الأمر الذي أجهض ولو مؤقتا جزءا من المحاولات الدؤوبة التي تستهدف الوضع المالي المزري اصلا، والتي من شأنها الإجهاز الكلي على الليرة وما بقي من قيمتها المتهالكة، وقد لامس الدولار اليوم عتبة العشرة آلاف ومئة ليرة.