الدولار تجاوز عتبة الـ12000 ليرة، لقد انتقل الشعب اللبناني مخفورا من مرحلة تجويعه الى غرفة الإعدام.
أيتها المنظومة، من الآن فصاعدا، أنت مسؤولة عن كل طفل يموت جوعا وعن كل أم ينفطر قلبها حزنا وقهرا، وعن كل عجوز يحتاج الى دواء، وعن كل شاب يهاجر بحثا عن لقمة العيش، وعن كل أب يضطر الى السلب أو السرقة أو القتل من أجل إطعام عائلته. والأهم أنك مسؤولة عن ضياع دولة وانهيار وطن.
نعم أيتها المنظومة المكونة من كائنات بشرية، يفترض أن تحس وتتفاعل مع محيطها، لا يحق لرجالك إدارة ظهورهم لأنين الناس وإغلاق شرفات قصورهم، كي لا تصلهم شتائم الجياع، فيما هم يواصلون المغامرة بحاضر الشعب والوطن بعدما اغتالوا المستقبل.
لا أيتها المنظومة، ردة فعل الناس على تجاوز الدولار الـ 12000 لن تكون كما كانت عندما تجاوز الأربعة آلاف، وذلك لأسباب موضوعية قاهرة ولا إرادية، إذ سيضطرون بعدما استعصى عليهم الرغيف والبنزين والدواء ونفدت مدخراتهم، سيضطرون الى التكشير عن الأنياب، وقديما قيل: إحذر اللئيم إذا شبع، وقد شبعتم حد التخمة.. واحذر الكريم إذا جاع، وقد جعنا حتى النقمة.
نحن نعرف أيتها المنظومة، أن كلامنا لن يشعل النخوة والمروءة المفقودة في رجالك، ونعرف أيضا أنك سلكت دربا لا رجعة منها، درب الغطرسة واللعب على حفافي الحرب، ظنا منك أن هذا هو الخيار الوحيد الباقي للحفاظ على المواقع والأموال والمكتسبات والامتيازات.
هذا التوجه الإنتحاري يفسر عدم انزعاج رجالك من بهدلات البطريرك الراعي، والمطران عودة والثوار والمعارضة، وصولا الى التقريعات الأميركية والفرنسية والبريطانية والأممية، وتأنيبات الصناديق المانحة.
توازيا السلوك الرسمي المتهور يبدو أنه أجهض وساطة اللواء عباس ابراهيم، وسيحبط المساعي الدولية، خصوصا أن بعبدا تواصل انتقاد الرئيس المكلف بعنف وتتهمه بالكذب، فيما اتهمته الهيئة السياسية في “التيار” باحتجاز تفويض التأليف في جيبه، في وقت توقعت المعلومات بأن جبران باسيل سيصوب نيرانه الأحد الى الرئيس الحريري، في رسالة الى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، بأن العهد يرفض عودته الى رئاسة الحكومة.
في الأثناء، الدولار أفلت من أي ضوابط، رقعة كورونا تتوسع، اللقاحات تتأخر، والغموض غير البناء يلف مصير استيرادها بواسطة القطاع الخاص.. والله يستر.