الحكام في لبنان إما فاشلون أو فاسدون أو عاجزون، وربما الثلاثة معا، فإن الأزمة اللبنانية تتخطى شيئا فشيئا الطابع المحلي البحت، لتتحول محور اهتمام عربي ودولي.
أبرز دليل على المعطى الجديد: حركة السفراء في بيروت. فلم يكد يمر أربعا وعشرين ساعة على الزيارات اللافتة التي قام بها سفيرا السعودية وفرنسا إلى قصر بعبدا وسفير الكويت إلى بيت الوسط، حتى تحولت السفارة السعودية محور الحركة السياسية.
إذ استقبل السفير البخاري سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والكويت، باحثا معهم الوضع الحكومي.
ما يحصل يتخطى المألوف، كما يتخطى الجهد الديبلوماسي العادي وصولا إلى تأمين شبكة أمان عربية ودولية للبنان. وفي معلومات الـ “ام تي في” فإن تشكيل حكومة اختصاصيين بأسرع وقت ممكن كان في صلب اجتماعات السفارة السعودية اليوم ، كذلك البحث عن بدائل وحلول سياسية للوضع اللبناني المفتوح على أزمات لا تنتهي.
الحراك الديبلوماسي الداخلي الظاهر يواكبه حراك خارجي غير ظاهر . فقد علمت الـ “ام تي في” أن الديبلوماسية الفرنسية على تنسيق وثيق مع الرياض، كما أن فرنسا على تواصل مع كثير من الدول العربية والغربية المعنية بالأزمة اللبنانية، بحيث صار هناك دعم قوي لجوهر المبادرة الفرنسية.
إنطلاقا من هذه المعطيات فإن الأزمة اللبنانية ستفرض نفسها بندا طارئا على قمة قادة دول الإتحاد الأوروبي التي تنعقد الخميس والجمعة عبر الفيديو، ويشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن جزئيا.
كذلك ترددت معلومات لم تتأكد بعد، أن جامعة الدول العربية سترسل مسؤولا رفيع المستوى إلى لبنان للإطلاع على الوضع ميدانيا ولتحديد مسارات الأزمة والحلول. فإذا عطفنا كل هذه المعطيات على الإتصال الذي أجراه الأمين العام للأمم المتحدة أمس بالبطريرك الراعي أمكن التأكيد أن الأزمة اللبنانية تدق بقوة أبواب المحافل العربية والدولية، فيما التواصل شبه مفقود بين المسؤولين اللبنانيين. فهل يأتي الحل المنشود بضغط من الخارج بعدما تبين أن لا قرار لدولة مخطوفة ، ولا فائدة ترجى من مسؤولين مرتهنين أو خائفين؟