وفي اليوم الرابع على طوفان الأقصى إتضحت الصورة وتحددت الأهداف. إسرائيل أعلنت السيطرة على السياج الحدودي للقطاع، أي ما يعرف بغلاف غزة، وهي تواصل قصفها المدمر وحربها النفسية، وتخوض ضد الفلسطينيين حرب إبادة. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن العثور على حوالى 1500 جثة لعناصر حماس حول غزة وفي إسرائيل، مضيفا أن مقاتلي مسلحي حماس ليس لديهم مكان ليختبئوا به في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي سيصل إليهم أينما كانوا.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فأكد في كلمة ألقاها أن ما ستفعله إسرائيل بأعدائها سيتردد صداه لأجيال. الواضح أن التصريحات هي لإعطاء دعم معنوي للإسرائيليين وللتعويض على الخسائر البشرية والمعنوية اللاحقة بالجيش الإسرائيلي.
فالسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة أعلنت أن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس تجاوز الألف، وهو رقم كبير جدا بالنسبة إلى إسرائيل. كما أن حماس تواصل قصفها النوعي الموجه نحو إسرائيل.
فهي قصفت مطار “بن غوريون” ومدينة عسقلان ما يعني أن قوتها النارية لا تزال قوية وأن استهداف غزة لم يضعف قدرتها على الرد.
كلها معطيات تؤكد أن الحرب في غزة ستكون طويلة وقاسية، وأن إسرائيل لن تتمكن من حسم المعركة بسهولة، وخصوصا بعد سقوط وهم الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. على الجبهة الجنوبية، مشهد التوتر على حاله بعد ظهر كل يوم.
فعصرا تم اطلاق خمس عشرة رشقة صاروخية من جنوب صور باتجاه اسرائيل، وقد سمعت صفارات الانذار في الجليل الغربي، قبل ان يبدأ الجيش الاسرائيلي قصف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فكان الرد باستهداف حزب الله مدرعة اسرائيلية في مستوطنة افيميم بصاروخ. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اعلنت ان هناك احتمال تسلل مسلحين من لبنان الى منطقة شلومي في الجليل.
ومع ان مصدر الصواريخ التي اطلقت من صور، وفق معلومات متقاطعة، ليس حزب الله بل الفصائل الفلسطينية، لكن لا أحد يمكنه ان يصدق ان صواريخ تنطلق من الجنوب من دون “قبة باط” من حزب الله.
فماذا يقصد الحزب بهذه الدوزنة المدروسة للقصف تجاه اسرائيل ان من حيث العدد وان من حيث مصدر النيران ؟ وهل ما يحصل هو لتنفيس الشارع في لبنان ولابراز نوع من انواع التضامن مع الفلسطينيين وحماس، ام ان الامر ابعد من ذلك وقد يصل الى حد اشعال الحدود الجنوبية؟
في الحالين الامر خطر. فالمناوشات قد لا تبقى مناوشات في ظل وضع متفجر، وقد تصل الى حد المواجهة الشاملة. فهل يدرك حزب الله مخاطر ما يفعله، ويتجنب ادخال البلد في مغامرة جديدة مدمرة؟>