شعنينة مباركة. هكذا يعايد المسيحيون واللبنانيون بعضهم بعضا اليوم. انه يوم دخول السيد المسيح الى اورشليم وانه عيد الاطفال والطفولة. لكن، كم تبدو الطفولة منتهكة في ارض المسيح هذه السنة ، وكم تبدو تعاليم الناصري بعيدة من التحقق، في الارض التي فيها ولد وعاش وعلّم! والمؤلم اكثر ان احتمالات التوصل الى هدنة قريبا في غزة تتضاءل بسبب المواقف المتعارضة والمتناقضة لكل من حركة حماس والحكومة الاسرائيلية . اذ يبدو ان نتانياهو لن يرضى بالهدنة قبل تنفيذ مخططه بمهاجمة رفح. لذا فان الوضع في الجنوب اللبناني سيبقى على حاله في ظل اصرار اسرائيل على توسيع رقعة الحرب. وهو ما تجلى بوضوح في الساعات الاربعة والعشرين الفائتة، اذ قصفت اسرائيل بعلبك ليلا، كما استهدفت اسرائيل للمرة الاولى منذ الثامن من تشرين الاول منطقة البقاع الغربي، وتحديدا بلدة الصويري . فكيف للحرب التي اعلنها حزب الله على طريق القدس، ان تتحول الى حرب على طريق بعلبك وعلى طرق البقاع الغربي؟
سياسيا، ترددات وثيقة بكركي لا تزال تتفاعل . واللافت اليوم ما قاله وزير الاعلام زياد المكاري للـ MTV فهو برّر غياب تيار المردة عن اجتماعات بكركي انطلاقا من ان ” نَفَس” الوثيقة وجوهرها لا يخدمان المصلحة الوطنية في الظرف الحالي. كما اعتبر المكاري ان تيار المردة لم يخرج عن الاجماع المسيحي غير الموجود اصلا، مشيرا الى ان المجتمعين غير متفقين على شيء فعليا. فهل دخلت تداعيات معركة الرئاسة الى صميم اجتماعات بكركي ووثيقتها؟