بعد شهر ويومين على اغتيال السيد حسن نصر الله حسم حزب الله امره وقرر انتخاب نعيم قاسم امينا عاما للحزب. الانتخاب لم يكن مفاجئا. فبعد سلسلة الاغتيالات التي ضربت ابرز قيادات الصف الاول بدا قاسم وكأنه الخيار شبه الوحيد ، وخصوصا ان اغتيال السيد هاشم صفي الدين غير المعادلة باعتبار انه كان المؤهل الطبيعي لخلافة نصر الله .
في البيان الذي صدر عن حزب الله لاعلان الانتخاب، جاء ان مجلس شورى الحزب التزم الالية المعتمدة لانتخاب الامين العام وتوافق على انتخاب قاسم. فهل صحيح ان الانتخاب لبناني والقرار لبناني؟ ام ان كلمة السر اتت من ايران، وان مجلس شورى الحزب نفذ ما طلبته طهران، وخصوصا ان الاخيرة باتت تمسك اكثر بمفاصل القرار في الحزب بعد غياب نصر الله؟
مهما يكن، الثابت ان انتخاب قاسم لن يشكل قطعا مع الماضي بل هو استكمال له. فالرجل شغل لاكثر من ثلاثة عقود منصب نائب الامين العام، وبالتالي فانه يشكل استمرارا للسياسة التي بدأت مع الامين العام الاسبق عباس الموسوي واستكملت وتركزت وتثبتت مع الامين العام السابق للحزب السيد نصر الله.
وميدانيا هذا يعني ان التشدد والتصلب مستمران، وان الحزب سيتابع ما بدأه في الثامن من تشرين الاول 2023 عندما اعلن حرب الاسناد.
وقد فهمت اسرائيل الرسالة جيدا. لذا لم يمض وقت قليل على اعلان انتخاب قاسم حتى كتب وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالنت على منصة اكس بالعربية : لقد بدأ العد التنازلي لموعده، كما كتب بالانجليزية : تعيين موقت ليس لفترة طويلة.
فهل يكون مصير قاسم كمصير سلفيه عباس الموسوي وحسن نصر الله؟ ام ان الحزب تعلم مما حصل لقياداته، وبالتالي فان قاسم ليس في لبنان بل في ايران؟ انها فرضية محتملة وان كانت غير مؤكدة.
توازيا، زيارة هوكستين لاسرائيل لا يبدو انها ستحصل. فالمبعوث الرئاسي الاميركي لا يزال حتى الساعة في واشنطن، واستحقاق الرئاسة الاميركية بات ضاغطا على الجميع، وبات شبه ثابت ان نتانياهو لا يريد ان يعقد صفقة او تسوية او اتفاقا الا مع الرئيس المقبل لاميركا. وهذا يفسر لماذا لم يأت هوكستين حتى الان، ولماذا التصعيد الميداني يأخذ مداه ان جنوبا او بقاعا.