هل بدأ الهجوم البري على غزة انطلاقا من شمال القطاع ؟ لا جواب قاطعا عن السؤال حتى الآن . لكن الثابت ان الحرب في غزة دخلت مرحلة جديدة ، وهو ما كشفه صراحةً وزير الدفاع الاسرائيلي . فالمشهد العسكري في الساعات الاربع والعشرين الماضية لم يكن عاديا . اذ ان قوات البر الاسرائيلية دخلت شمال القطاع ولم تخرج منه ، كما جرت العادة ، وهي لا تزال فيه ، كما صرح بذلك المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي … حماس ، من جهتها ، اكدت ان عناصرَها مستعدون لمواجهة هجمات اسرائيل بكامل قوتهم ، نافيةً ان تكون القوات الاسرائيلية توغلت في الشمال ، ومؤكدةً ان المعارك ناشبة في مناطق قريبة من الحدود . ومع الحرب الميدانية كانت اسرائيل تقصف تحت الارض في شمال القطاع ، في استهداف واضح للانفاق . أما فوق الارض وفي الفضاء ، فقد قُطعت خدمات الاتصالات والانترنت عن القطاع لاكثر من عشر ساعات . ولم يعرف ما اذا كان الانقطاع ناتجا من القصف الاسرائيلي ، ام انه في اطار الحرب السيبرانية التي تخوضها اسرائيل ضد حماس … في المحصلة : حرب غزة تَعنُف يوما بعد يوم ، وعدد الضحايا يتزايد ، فيما العالم يشارك في الجريمة عبر عدم قيامه بأي جهد حقيقي لمنع استمرار سفك الدماء
واحتدام الميدان قلل من فرص الجهود المبذولة في سبيل وقف اطلاق النار، كما ان لا جديد يذكر على صعيد المفاوضات التي تقودها قطر ، وذلك لمنع تمدد حرب غزة ولمنع المنطقة من الانزلاق الى حرب شاملة . وقد واكب اتساع رقعة المواجهات في غزة خرق اسرائيلي لقواعد الاشتباك في لبنان ، وذلك للمرة الثانية منذ بدء الحرب قبل واحد وعشرين يوما. اذ ان مسيرة اسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ موقعا في جبل صافي اي بعمق 20 كيلومترا عن الشريط الحدودي، بعدما كانت المواجهات تنحصر سابقا ضمن خط نار لا يتجاوز الخمسة كيلومترات. وفي موازاة التصعيد الميداني اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دار الافتاء ان الحكومة تقوم بكل الاتصالات والمساعي والجهود الديبلوماسية، وذلك لوقف العدوان الاسرائيلي ان على لبنان او على غزة. والظاهر ان الجهود اللبنانية ستبقى ناجحة ما دامت ايران تلتزم جانب التهدئة ولا تريد تمدد حرب غزة. وهو ما أشار اليه وزير خارجية ايران في مقابلة على قناة “سي ان ان” اذ اعلن ان ايران لا تريد اتساع رقعة حرب غزة ، كما اكد ان ربط اي هجوم في المنطقة بايران ، من دون تقديم اي دليل هو امر خاطىء. فهل يبقى الموقف الايراني على حاله؟ ام ان احتدام المعارك في غزة سيدفع بايران الى تحريك وتفعيل اذرعتها العسكرية في لبنان والمنطقة؟