بنيامين نتانياهو أعلن حربًه الثالثة. فبعد حربِه على حماس وعلى حزب الله، ها هو اليوم يعلن الحربَ على قوات اليونيفيل. فهو حثَّ في تصريح رسميٍّ الأمينَ العام للأمم المتحدة على نقل قواتِ السلام الدولية من مناطق القتال، معتبراً أنّ حزب الله يستخدم اليونيفيل كدرع بشري. موقفُ رئيسِ الحكومةِ الإسرائيلية يعني أمراً واحداً: تهيئةُ الظروفِ الموضوعيّةِ اللازمة لتَشُنَّ إسرائيل حربَها ضدَّ حزبِ الله متحرّرةً من أي قيد، وتحديداً من وجود قوّةٍ لحفظ السلام في مناطق القتال. الموقف النافر لنتيناهو تَرافَقَ مع كشف جريدة “يديعوت احرونوت” عن إجراء وزيرِ الدفاعِ الإسرائيلي يوآف غالانت مراجعاتٍ أمنيةً مع المسؤولين المعنيّين بسير المعارك في الجبهة الشمالية. وقد أعلن غالانت بعدَها أنّ إسرائيل لن تسمح لمقاتلي حزبِ الله بالعودة الى القرى الواقعة على الحدود مع شمال إسرائيل، كما زعم انه لم يبق عند حزب الله سوى ثلث الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. كلُّها مؤشّراتٌ تؤكدُ أنّ إسرائيل ماضيةٌ في حربها، وأنّ الجهود الديبلوماسيّة لن تصل إلى أيّ نتيجة وذلك لأنّ إسرائيل تصرُّ على استكمال حربها، وبسبب عدمِ وجودِ موقفٍ لبناني واضح بالنسبة الى تطبيق القررا 1701 بكل مندرجاتِه، والتي تتضمّن القرار 1559 و ال 1608 . ميدانياً، الحرب المفتوحة مستمرة في لبنان، والتي تتنقّل جنوباً وبقاعاً، وقد أدّت إلى جرح ثلاثةِ عناصرَ من الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون. لكنّ التركيزَ الأكبر يبقى على الهجوم ضدَّ إيران الذي تُعدُّه إسرائيل على نار هادئة كما يبدو. وقد لفت ما قاله وزيرُ الخارجيةِ الإيرانية عباس عراقجي الذي أكد أن ليس لدى ايران أيَّ خطوطٍ حمراء في الدفاع عن مصالحها. فهل يعني هذا أن الحرب الشاملة لا تزال واردة؟