ايران مستمرة في استعراضاتها، وفي المواقف الكلامية التي لا ترجمة عملية لها على الارض! فمن طهران، أطل المرشد الاعلى للثورة الاسلامية متكئا كالعادة على بندقية، علامة القوة في محاربة اسرائيل.
لكن وقع البندقية هذه المرة لم يكن ككل المرات، ولا سيما في لبنان. فاللعبة انكشفت، والجميع بات يدرك ان ايران لم تقم بما يمليه عليها الواجب تجاه حزب الله. فهي دفعته الى المعركة تحت شعار وحدة الساحات، ثم تخلت عنه في منتصف الطريق، مقدمة مصالحها مع الولايات المتحدة الاميركية ورغبتها في التوصل الى اتفاق نووي والى اتفاقات اقتصادية تثبت نظامها الذي بات على شفير الانهيار.
واللافت ان الامام الخامنئي اعتبر في كلمته، التي ألقاها في تأبين السيد حسن نصر الله أن من واجب حزب الله ان يدافع عن غزة! فلم مسؤولية غزة تقع على حزب الله لوحده، ولم لا تتقاسمها معه ايران، وخصوصا ان الخامنئي اكتفى بتوعد اسرائيل برد في الوقت والمكان المناسبين، وهو وعيد لم يعد يقنع أحدا.
وفيما الخامنئي يلقي خطاب الدعم والتحشيد في طهران، كان وزير خارجية ايران يجول على المسؤولين اللبنانيين مؤيدا حزب الله ، ومعلنا في الوقت عينه ان ايران لا خطط لديها لمزيد من الهجمات على اسرائيل الا اذا قامت الاخيرة بخطوات متهورة.
وهو تصريح يؤكد مرة جديدة أن ايران لا تريد محاربة اسرائيل، وأنها القت بمسؤولية اسناد غزة على حزب الله، فيما رمت التبعات والنتائج الكارثية على لبنان. لكن المهم في الزيارة الايرانية موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اذ قال وزير خارجية ايران ان الموقف اللبناني واضح وهو ضرورة تطبيق القرار 1701 تطبيقا عمليا، وبكل مندرجاته.
ميدانيا، التصعيد على حاله، في الجنوب والبقاع والضاحية، اما مصير السيد هاشم صفي الدين فلا يزال مجهولا. فاسرائيل لم تعلن رسميا اي شيء بعد، فيما السكوت يلف موقف حزب الله. البداية من آخر التطورات الميدانية في رسالة لصبحي قبلاوي.