من إيران إلى لبنان: المنطقة تغلي كأنها على فوّهة بركان. فإيران لا يمكنها إلا أن تردّ على اغتيال اسماعيل هنيّة في قلب عاصمتِها، وهي على ما صرّح مصدرٌ إيراني لن تردَّ بطريقة رمزية، بل أنّ أيَّ ردٍ سيكون قاسياً ومؤلماً. اكثر من ذلك، فقد أوردت وول ستريت جورنال أنّ إيران أبلغت قنواتٍ ديبلوماسية عربية أنها لا تهتم إذا أدّى ردُّها ضدَّ إسرائيل إلى اندلاع حرب. في لبنان، حزبُ الله لا يزال يمارس سياسةَ الصمت، فيما السفاراتُ والبعثاتُ الديبلوماسيّة تطالب مواطنيها بترك البلد بأسرع وقتٍ ممكن. في المقابل الإسرائيليّ، تصعيدٌ كلاميٌ كبير. فتل ابيب تعلن على لسان كبار مسؤوليها العسكريّين والسياسيّين أنها جاهزةٌ لمواجهة أيِّ سيناريو وأيِّ رد، وقد وصل الأمرُ بوزير دفاعِها يوآف غالانت إلى القول إنّ ايران وحزبَ الله سيدفعان ثمناً غالياً إذا قرّرا الهجوم على إسرائيل. علماً أنّ المعلومات تشير إلى أنّ الردَّ لن يكون حكماً متزامنا بين ايران وبين حزبِ الله، إذ إنّ كلَّ فريقٍ من الفريقين يسعى إلى تحيّن الفرصة المناسبة للرد إنطلاقاً من ظروف الميدان.
توازياً، في 4 آب تذكر اللبنانيّون ضحايا تفجير مرفأ بيروت. كما تذكّروا كيف أنّ المسؤولين وعدوهم يومَها بأن يتم جلاءُ الحقيقة في خمسة أيام. وها أربعةُ أعوام تنقضي، والقتلةُ يسرحون ويمرحون فوق الأرض، فيما الضحايا ينتظرون بصمت تحت التراب. فإلى متى الإفلاتُ من العقاب؟ وإلى متى يبقى بعضُ السياسيّين والأمنيّين المسؤولين عن الجريمة أحرارا، في حين يجب أن يكونوا خلف القضبان أو حتى على أعواد المشانق؟ والاهم: لماذا لا يتوقف حزبُ الله عن ممارسة سياسة “الإسناد” لكلّ الذين يتهرّبون من العدالة؟ فلم يخاف حزبُ الله الحقيقة؟