العالم كله يتطلع الى الولايات المتحدة والى ثلثائها الكبير غدا. فمن سيكون سيد البيت الابيض للسنوات الاربع المقبلة: دونالد ترامب ام كاميلا هاريس؟.
حتى الان لا جواب قاطعا.
فاستطلاعات الرأي متقاربة الى حد غير مسبوق، ما يفتح النتيجة النهائية للعملية الديمقراطية على كل الاحتمالات.
ومع ان نتائج الانتخابات الاميركية ستغير امورا كثيرة في الداخل الاميركي وفي العالم،
لكن لن تكون لها ترددات جذرية على صعيد لبنان والمنطقة.
فنظرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري متقاربة تقريبا الى الوضع في الشرق الاوسط ولبنان،
والاختلاف هو في شكل المقاربة، اكثر مما يطال المضمون.
فالدولة العميقة في اميركا تدعم اسرائيل حتى النهاية في كل ما تفعله،
ونتانياهو سيجد الفرصة سانحة ليحقق اهدافه المعلنة وغير المعلنة من الان والى تسلم الرئيس الجديد صلاحياته الدستورية في العشرين من كانون الثاني المقبل.
في الاثناء، حراك ديبلوماسي في لبنان لانقاذ ما يمكن انقاذه. فحكومة تصريف الاعمال ممثلة برئيسها تحاول لملمة الوضع،
عبر اعلان ميقاتي تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بحرفيته. كما أقر من دون اي اضافات او تفسيرات.
فهل يمكن الاسرائيلي ان يقبل بطرح ميقاتي؟ وهل يمكن حزب الله ان يقبل حقا بتطبيق مندرجات القرار 1701 التي تتضمن تطبيق القرار 1559؟
الامران غير واردين حاليا.
لذلك، فان حالة الاستعصاء مستمرة، والاستهدافات مستمرة،
كذلك المواجهات في المنطقة الحدودية التي توزعت على اكثر من محور. ويزيد الامور تعقيدا ان الوضع في المنطقة يغلي، وواشنطن تواصل تعزيز قواتها في الشرق الاوسط .
فبعد ارسالها قاذفات من طراز ب 52 ، فانها قررت زيادة عدد المقاتلات من طراز اف 15.
فهل يمكن ان نشهد من الان الى تسلم الرئيس الاميركي الجديد حربا اقليمية ، ولو محدودة،
لرسم معادلات استراتيجية جديدة في المنطقة؟.