من الجنوب اللبناني الى الشمال السوري: التطورات تتسارع. فالجبهة الجنوبية الهادئة نسبيا تشهد خروقات وغارات اسرائيلية، كما ان الجيش الاسرائيلي يواصل توجيه تحذيراته الى الجنوبيين لمنع الانتقال الى مناطق جنوبية محددة. لكن الحدث الميداني الابرز تمثل في توغل دبابات وجرافات في احد احياء بلدة الخيام واحتلاله، وهو امر لم يحصل في مرحلة ما قبل الهدنة.
فكأن اسرائيل تريد ان تثبت يوميا حرية حركتها العسكرية، في مقابل عدم قيام حزب الله باي تحرك. توازيا، التلويح الاسرائيلي بامكان تجدد الحرب يتصاعد. ففيما نقلت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نسبة احتمال استئناف الحرب في لبنان هي خمسون بالمئة، ذكرت صحيفة ” يديعوت احرونوت” ان السبب الذي دفع نتنياهو الى عدم دعوة النازحين من شمال اسرائيل للعودة الى بيوتهم هو تخوفه الكبير من احتمال تجدد المعارك مع حزب الله.
في سوريا، المشهد يكمل المشهد اللبناني. فهيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها صارت في قلب حلب وسيطرت على عدد من احيائها ومناطقها. العملية العسكرية التي تمت في سرعة قياسية، والتي يتوقع الخبراء ان تستمر، هدفها واضح، وهو الضغط على الرئيس السوري ليحسم خياره. فاما ان يبقى في المحور الايراني ما يعرض استمرار نظامه للخطر، واما ان يلتزم المشروع الاخر، فيبقى النظام مع قطع طريق الامداد الايراني الى حزب الله. فماذا سيقرر بشار الاسد؟
تزامنا، اطل الامين العام لحزب الله، وهي اطلالة جاءت متأخرة ثلاثة ايام عن اعلان وقف اطلاق النار، وهو تأخير مستغرب، ولو حاول نعيم قاسم تبريره. في المضمون، الاطلالة الباهتة وغير المقنعة لقاسم، اثبتت انه يعيش في عالم آخر، وانه منفصل عن الواقع تماما.
فهو اعلن ان حزب الله حقق نصرا الهيا وان اسرائيل منيت بهزيمة. وهو اعلان لا يعبر بتاتا عن الحقيقة. فاكثر من 500 كيلومتر مربع في الجنوب عادت محتلة، فيما الخسائر البشرية والمادية للحزب ولبنان كثيرة وكبيرة وجسيمة، ولا يمكن ان تقارن بخسائر اسرائيل.
كما ان السيادة اللبنانية انتهكت وصار لبنان تحت الوصاية الدولية وتحت حرية الحركة الاسرائيلية، فيما حزب الله ممنوع من اي حركة. وكل هذه الامور مفصلة في النشرة.
فعلى قاسم ان يسمع ويرى عله يعود الى الواقع بعد طول انفصال وانفصام. البداية من 72 بلدة لبنانية حدودية يمنع على اهلها العودة اليها بسبب وجود الجيش الاسرائيلي فيها.