الغيوم السود تتجمع فوق سماء لبنان. في الجنوب، اسرائيل تواصل ضغطها العسكري وتواجه حزب الله بضرب أهداف محددة، كما حصل أمس في الغازية. والضغط العسكري جنوبا يقابله انقسام الساحة الداخلية بشكل عمودي وحاد.
فتفرد حزب الله بقررا الحرب والسلم يستدعي المزيد من ردود الفعل السلبية يوما بعد يوم. وآخرها ما ورد في موقفين لافتين للرئيس ميشال عون وللنائب جبران باسيل. فهل موقف عون والتيار الوطني الحر تكتيكي ام استراتيجي؟
وفي حال كان استراتيجيا، كيف سيواجه حزب الله حال الانكشاف السياسي التي يعيشها؟ كذلك ثمة مسألة خلافية اخرى تتعلق بالوضع السياسي الداخلي. اذ ان الحكومة الميقاتية مهددة بفقدان المشروعية المسيحية نتيجة ممارساتها .
وقد وصل الامر بباسيل الى حد التلويح ب “كل شي” لمواجهة التعدي على حقوق المسيحيين وعلى دورهم في الحياة السياسية و الدستورية.
في ظل هذه الاجواء الملبدة اجتمع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر، وهو اجتماع لا يتوقع منه الكثير، انطلاقا من التخبط الذي تعيشه دول الخماسية في مقاربة الملف الرئاسي اللبناني.
البداية من مواقف ميشال عون في الامس وذلك على خلفية حرب غزة، وهي تشكل محطة تباعد جديدة بين حليفي مار مخايل بعد الرئاسة والحكومة.. فهل تكرس مواقف عون طلاقا سياسيا نهائيا بين التيار وحزب الله؟.