غريبة ايران. فكلما تعمق البحث في تسوية ما للحرب الدائرة في لبنان يزورنا احد موفديها، وهو يحمل ظاهرا الكلام المعسول، لكنه في العمق يأتي للتدخل في التسوية او عرقلتها.
اليوم كان دور كبير مستشاري المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي لاريجاني، الذي اتى في لحظة غير عادية، هي لحظة امكان نضوج التسوية. وهو في تنقله بين المقار الرسمية اصر على توزيع التفاؤل، لكن تفاؤله لم يصدقه كثيرون.
فالواضح ان ايران تريد ان تتدخل في الشاردة والواردة في لبنان، وهي، على الارجح، لا تريد لاي حل ان يمر حاليا.
فالورقة اللبنانية جزء من الاوراق التي تريد ان تقايض بها مع اميركا، وان البيع والشراء لم يحن بعد.
فالمفاوضات الايرانية- الاميركية لم تصل الى خواتيمها، وبالتالي فان ايران لن تطلق سراح لبنان ولن تدعه يعيش في سلام. هكذا فان تسوية وقف اطلاق النار لن تمر حاليا، فهي بحاجة الى مزيد من الوقت لتنضج.
والعقد تتركز على كيفية تشكيل اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار الدولي 1701 لان حزب الله يرفض اشراك البريطانيين والالمان فيها. كما ان الحزب يعارض البند المتعلق بحرية اسرائيل في التدخل العسكري اذا رأت ان ثمة ما يهدد امنها، علما ان الرئيس بري نفى في حديث صحافي ان تكون الورقة الاميركية تتضمن حرية حركة لاسرائيل.
على اي حال، اليوم الايراني في لبنان بدأ باشكال في المطار. اذ رفض اعضاء الوفد الايراني الخضوع للتفتيش، لكن جهاز امن المطار ممثلا بالعميد فادي كفوري اصر على الامر، ولم يبال بكل التدخلات التي حصلت ولا سيما من الثنائي الشيعي.
هكذا خضع اعضاء الوفد للتفتيش كما ينص القانون. فتحية الى العميد كفوري والجيش اللبناني، وتحية الى كل الاجهزة الامنية في المطار، مع التمني بان يعمم نموذج المطار في كل المناطق اللبنانية، فلا تبقى سلطة الا سلطة الدولة، ولا يبقى قرار الا قرار الشرعية اللبنانية.