بين وقائع الميدان في الاراضي الفلسطينية والمفاوضات الدائرة في القاهرة تناقض فاضح. فلليوم الثالث على التوالي يواصل الجيش الاسرائيلي توغله في شمال الضفة الغربية، وقد سقط عدد من القتلى ابرزهم قائد حماس في مدينة جنين وسام الحازم.
واللافت ان الجيش الاسرائيلي أكد ان العملية العسكرية في الضفة غير محددة بفترة زمنية، وستستمر حتى تحقيق اهدافها. في المقابل، فان المفاوضات تحقق خطوات كبيرة الى الامام.
ووفق الاعلام الاسرائيلي فان الطرفين باشرا تبادل قوائم باسماء من سيتم اطلاق سراحهم عند تحقق وقف اطلاق النار. فهل يعني التناقض بين الميدان والمفاوضات ان المعارك بلغت نهاياتها، مرحليا على الاقل، وان كل طرف يحاول تحقيق اكبر قدر من المكاسب قبل التوصل الى الهدنة ؟
في الجنوب الوضع على حاله, فالغارات الاسرائيلية تواصلت، كذلك القصف المتبادل بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله. أما سياسيا فانتظار لكلمتين. الاولى غدا السبت لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وينتظر ان يتطرق فيها الى التطورات الميدانية والى الاستحقاقات السياسية ولا سيما رئاسة الجمهورية. ولا يستبعد ان يعود بري الى طرح مبادرته الحوارية في محاولة لاعادة احيائها.
اما الكلمة الثانية فلرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تردد انه سيطرح فيها خريطة طريق ليس لحل مشكلة الرئاسة المعلقة فقط، بل لمختلف القضايا التي تشكل مصدر خلاف وانقسام بين اللبنانيين.
البداية عسكرية، وتحديدا من الفراغ الذي خلفه اغتيال فؤاد شكر على صعيد القيادة العسكرية لحزب الله. فمن سيصبح المسؤول العسكري الاول في الحزب؟.