القمتان العربية والإسلامية دمجتا فأصحبتا قمة واحدة. القمة المزدوجة إنطلقت بعد الظهر، على وقع القصف الإسرائيلي العنيف للمستشفيات والمدارس، ووسط رهان على إصدارها قرارات حاسمة، بحجم الكارثة التي تلحق بالفلسطينيين عموما، وبأهل غزة خصوصا. لكن الرهان بدا صعبا ، وخصوصا أن التباين في المواقف تظهر في الكلمات. ففيما دعت الدول العربية المعتدلة، وفي مقدمها السعودية، إلى العودة إلى حل الدولتين وفق حدود العام 1967، فإن دول الممانعة واصلت إطلاق المواقف العالية السقف. الرئيس الإيراني أبدى دعمه الكامل لحماس ودعا إلى تسليح الفلسطينيين، في حين طالب الرئيس السوري بوقف التطبيع متوقفا عند نتائجه السلبية. وقد جاء البيان الختامي ليثبت ان القمة المزدوجة لم تحقق الكثير، كما لم تكن بحجم تحديات المرحلة. في لبنان، الإطلالة الثانية للسيد حسن نصر الله بعد بدء طوفان الاقصى لم تقدم جديدا. فالأمين العام لحزب الله لم يتجاوز في كلمته اليوم السقف الذي حدده في كلمته قبل ثمانية أيام. فإضافة إلى تأييده غزة وأهلها أكد أن جبهة المقاومة في الجنوب ستبقى ضاغطة، وانها سترتقي كما ونوعا. فهل تهديد نصرالله قابل للتطبيق، أم نوع من أنواع ربط النزاع مع إسرائيل؟ وألا يعني ربط النزاع أن نظرية وحدة الساحات سقطت، موقتا على الأقل؟ البداية من قمة الرياض العربية- الاسلامية التي هدفت الى الخروج بموقف جماعي واحد ضاغط على اسرائيل.