أحد عشر شهرا على بدء حربَي غزة والجنوب. ومع بدء الشهرِ الثاني عشر على الحربَين دقّ وزيرُ الخارجيّةِ اللبنانية ناقوسَ الخطر بقوة. عبد الله بو حبيب كشف أن إسرائيل نقلت للبنان عبر وسطاء رسالةً مُفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان، حتى بعد التوصل إلى هدنة في غزة. كلام بوحبيب خطير ويطرح سؤالين أكثر خطورة هما: ماذا لو نفّذت إسرائيل تهديدَها؟ وهل يمكن لبنان، في وضعه الراهن، أن يتحمّل نتائجَ مثل هذه الحرب المفتوحة؟ للتذكير فقط: عندما بدأ حزبُ الله حربَه في الثامن من تشرين الأول الفائت أسماها حربُ الإسناد، والمقصود إسنادُ حماس في معركتها ضدَّ إسرائيل. وكان الأمينُ العامُ للحزب يشدّد دائماً على أن الحزب سيوقف حربَه ما إن تتوقف الحربُ في غزة. لكن، ماذا لو قرّر الإسرائيلي أن يكمل الحربَ لفرض واقعٍ جديدٍ على الحدود الجنوبيّة؟ ماذا سيفعل حزبُ الله حينَها، وخصوصاً بعدما تكبّد خسائرَ كبيرة في صفوفه؟ وهل ينتظر من حماس أن تخوض حربَ إسنادٍ لدعمه بعدما انهكتها قوّة النار الإسرائيليّة؟
على كلٍّ الحربُ التي أطلقها الحزبُ منذ أحد عشر شهراً لا تقتصر تداعياتُها على الجانب الأمني- العسكري إذ تشكّل خطراً على الوضع المالي والإقتصادي أيضاً. فمن المعلوم أن لبنان لا يزال يناضل من أجل منع ادراجه على القائمة الرماديّة. لكن المعلوماتُ الواردة من مراكز القرار الماليّة في العالم تفيد أن الموقف اللبنانيّ في هذا الصدد بات ضعيفاً، وأن احتمال وضعِ لبنان على القائمة الرماديّة سيكون سببُه الأساسي قرارُ حزبِ الله بإشراك لبنان في حرب غزة، إضافة إلى حمايته التهريب الحدوديّ والجمركيّ.