اليوم الرابع للمواجهة العسكرية بين موسكو وكييف لم يسجل منعطفات حاسمة لكن ثمة الكثير من الوقائع سواء في الميدان العسكري أو الميدان السياسي. على المستوى العسكري حققت القوات الروسية إنجازات جديدة فسيطرت على بعض المناطق والمدن وحاصرت أخرى وألحقت المزيد من الاضرار بالبنية العسكرية الأوكرانية.
على الضفة الأخرى تابعت الدول الغربية حديثها عن إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا دعما لها في المعركة لكن هذا لم يخفف من منسوب الخذلان لدى النظام الأوكراني الذي يشعر بتخلي الغرب عنه. ولعل أبلغ ما يعبر عن هذا الخذلان قول سفير أوكرانيا لدى ألمانيا: سياسة الغرب تركتنا كأضاح نذبح.
هكذا يقاتل الغرب روسيا بأوكرانيا ويمنعها على ما يبدو من تلبية دعوة موسكو إلى التفاوض ولو إلى حين. ومع ذلك أرسلت روسيا وفدا مفاوضا إلى بيلاروسيا لكن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي اعتبرها غير صالحة كمنصة للمفاوضات قائلا أنه يقبل بإجرائها في عواصم مثل وارسو وبودابست واسطنبول غير أن زيلنسكي رفع الراية البيضاء وأرسل وفدا إلى بيلاروسيا حيث بدأت العملية التفاوضية.
على مستوى الإمتداد اللبناني للحدث الروسي- الأوكراني، رأى السفير الروسي في بيروت أن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية لا يراعي العلاقات التاريخية بين البلدين، لكنه أكد أن هذا البيان لن يؤثر كثيرا على هذه العلاقات.
وفيما يبدو ملاقاة لهذا الحرص الروسي على العلاقات، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أن لبنان مع التفاوض السياسي لحل النزاع القائم بين موسكو وكييف وفق القوانين الدولية.