على نحو متنام تتحرك عجلات الاستحقاق الانتخابي النيابي ترشيحا وعزوفا وبلورة للتحالفات وتوليدا للوائح. وبهذا المعنى تدخل البلاد عمليا مدار الإنتخابات مع اقتراب إقفال باب الترشيح منتصف ليل الثلاثاء المقبل. ومن الآن حتى هذا الموعد يفترض أن يتسابق الراغبون في الترشح لتقديم طلباتهم الرسمية الى وزارة الداخلية.
وقبيل نفاد المهلة تواصل الإفراج عن التوجهات على مستوى القوى السياسية والأفراد. وفي هذا الإطار أعلن نواب المستقبل عاصم عراجي ومحمد الحجار ورولا الطبش عزوفهم عن الترشح، انسجاما مع موقف الرئيس سعد الحريري.
تحرك جبهة الإستحقاق الانتخابي يوازيها اشتعال جبهة الاستحقاق الاقتصادي- المعيشي- الاجتماعي بنيران الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات والسلع الغذائية والمواد الأساسية. أما المساعدة الإجتماعية التي أقرتها الحكومة لموظفي القطاع العام فقد شغلت بال هذه الفئة اليوم من باب القرار الذي يتيح للمستفيدين منها سحب ستين بالمئة فقط نقدا. هذا القرار الصادر عن مصرف لبنان والذي أكدت المصارف أنها ستلتزم به، لقي اعتراضات أبرزها من رابطة موظفي الإدارة العامة والاتحاد العمالي العام، لكنه لقي تفهما من بعض الخبراء الذين أكدوا أن البنك المركزي والمصارف لا تستطيع ضخ كتلة نقدية كبيرة في السوق.
على الجبهة الروسية- الأوكرانية تدخل الحرب أسبوعها الثالث حيث تدق القوات الروسية أبواب كييف وتشدد حصارها لمدن رئيسية أخرى مثل ماريوبول وخاركيف. وبحسب ما أبلغ وزير الدفاع الروسي الرئيس فلاديمير بوتن، فإن كل شيء يجري بحسب الخطة الموضوعة. ومن ضمن الخطة في هذه المرحلة على ما يبدو ملاحقة الجيش الروسي مستودعات تجميع الأسلحة الغربية في غرب اوكرانيا على حدود بولندا ورومانيا، وإعلان موسكو أن قوافل الأسلحة قد تصبح هدفا عسكريا مشروعا. فهل يؤذن ذلك بفتح جبهة الغرب بحيث تتوغل القوات الروسية باتجاه مدينة (ليفيف) التي باتت تشكل عاصمة بديلة لكييف تتجمع فيها القيادة الأميركية والأوروبية والسفراء والمرتزقة الأجانب؟!