في أوروبا انحباس حراري يرفع حرارة الجو إلى أربعين درجة.
وفي لبنان انحباس سياسي يخفض حرارة مساعي التأليف الحكومي إلى ما دون الصفر.
ذلك أن أي تحرك لم يرصد على خط استئناف المشاورات المباشرة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي واقتصر نشاط الأخير بعد عودته من رحلته الخارجية على نشاط رسمي كرئيس حكومة تصريف أعمال لا كرئيس مكلف.
وبعد هدنة لأيام قليلة بين قصر بعبدا والسراي الحكومي وحكما ميرنا الشالوحي استأنف التيار الوطني الحر حملته على الرئيس المكلف متهما إياه بتضييع الوقت وطالبه بالبدء في تأليف الحكومة قائلا ان رحلة الاستجمام التي قضاها في الخارج كلفت الدولة مئتين وخمسين مليون دولار فضلا عن كلفة الأيام التي ضيعها منذ تكليفه.
في الوقائع اللبنانية البارزة اليوم تحرك أمني على خط ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة… قوة من أمن الدولة حاولت القيام بدهم المصرف المركزي من دون جدوى مع العلم ان القاضية غادة عون وصلت إلى المبنى الكائن في الحمرا وقامت بجولة تفتيش قبل أن تغادر بطلب من القاضي رجا حاموش.
من جانبها أعلنت نقابة موظفي مصرف لبنان الاضراب إحتجاجا على ما وصفتها بالطريقة الميليشياوية للقاضية عون فيما أنتقد الرئيس نجيب ميقاتي الطريقة الاستعراضية التي تتم فيها معالجة ملفات قضائية حساسة لها ارتباط بالاستقرار النقدي في البلاد مما يعرض البلد لاهتزاز لا تحمد عقباه.
وعلى مسار قضائي آخر مثل المدير العام لإدارة المناقصات في التفتيش المركزي جان العلية امام النيابة العامة التمييزية لاستجوابه في الإخبار المقدم ضده من مجلس شورى الدولة.
العلية أشار إلى امتلاكه دلائل على وجود ارتكابات في مناقصة السوق الحرة بمطار بيروت متهما قيادات سياسية بالوقوف وراء قرار مجلس الشورى وتلزيم شركة جديدة تشغيل السوق الحرة بدلا من الملتزم حاليا.
في الخارج وعلى مسافة أيام قليلة من جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط والتي وصفت نتائجها بالمتواضعة أو الفاشلة جاءت اليوم القمة الروسية – الإيرانية – التركية في طهران التي يصل إليها أيضا وزير الخارجية السورية.
القمة الثلاثية الأولى منذ العام 2019 تكتسب أهمية خاصة في غمرة الملفات الاقليمية والدولية المتزاحمة وما يمكن أن يتمخض عنها من قرارات وتوجهات لا شك في انها ستترك بصمات في المرحلة المقبلة.